شددت المستشارة الالمانية انغيلا مركل قبل لقائها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في مقر المستشارية في برلين، وعشية مؤتمر بروكسيل «لدعم مستقبل سورية والمنطقة»، على ضرورة أن تتوصل المداولات في المؤتمر «إلى آراء موحدة حول سبل الوصول إلى حل سلمي في سورية. ورأينا أن الحل العسكري أدى إلى مزيد من سفك الدماء ومزيد من الصعاب والتحديات، ولم يساعد في حل المسألة»، في وقت أكد الحريري التزام لبنان «بقوة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله»، مشيراً الى «أن لبنان باستضافته للنازحين السوريين يوفر خدمة عامة نيابة عن العالم». وتركز الاجتماع بين مركل والحريري، وفق مكتب الأخير على بحث «التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية، واستكملت المحادثات خلال غداء عمل أقامته مركل على شرف الحريري، وحضره سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشار الحريري للشؤون الاقتصادية مازن حنا وعدد من المسؤولين الألمان». وأكدت مصادر المانية مطلعة على المحادثات أن المانيا «لن تترك لبنان لوحده في هذا الامتحان العسير وعلى استعداد لمواصلة تقديم أي مساعدة ممكنة تعينه على التغلب على المصاعب». كلمة مركل وقالت مركل خلال مؤتمر صحافي: «انتخاب العماد ميشال عون رئيساً وتكليف الرئيس الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية، كانا في مصلحة الشعب اللبناني وجميع الأطياف الموجودة. نحن سعداء برؤية ذلك يتحقق نظراً إلى الوضع المعقد في لبنان. وسنتحدث عن استقرار الوضع السياسي، وعن عدد من الوقائع، ومنها أن لبنان يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، وبالتالي يمكنكم تخيّل مدى العبء الإنساني المفروض، نظراً إلى حجم هذه الدولة وعدد سكانها. لذلك أود أن أعبّر عن احترامي وتقديري للشعب اللبناني لاستضافته هذا العدد الكبير من اللاجئين، خصوصاً أن الوضع في البلاد حساس جداً أصلاً، وبالتالي فإنه تحدٍ كبير». وأشارت الى أن بلادها «ثاني أكبر دولة مانحة للبنان ونقدم دعماً مالياً بلغ أكثر من 286 مليون يورو في السنة المنصرمة ونساعد لبنان في مواجهة هذه الأزمة، كما أننا نحاول أن نستخدم هذه الأزمة لإنعاش الديناميكية الاقتصادية في المنطقة». وشددت على أن «المهمة الرئيسة هي مساعدة اللاجئين ولكن أيضاً المجتمع المضيف، طالما أنه هو الذي يواجه عبء استضافة اللاجئين السوريين. وبالتالي فإن المجتمع الدولي يجب ألا يعالج مشكلة اللاجئين فقط بل أيضاً الدول المضيفة». وأشارت إلى أن خلال مؤتمر بروكسيل «وبمشاركة وزير الخارجية الألماني سنسعى إلى مواصلة تقديم الدعم للمنطقة ولشركائنا فيها، ولا شك في أن سورية تشكل أكبر دولة مجاورة للبنان، ولذلك فإن عدد الدول المتأثرة مباشرة بالأزمة قليل مقارنة بلبنان، وسنتحدث عن العلاقات مع إيران والسعودية ودور قوات يونيفيل». الحريري وشدد الحريري على أن «لبنان يقدّم نموذجاً للتعايش والحوار للمنطقة وللعالم». وقال انه سيناقش مع مركل «التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة. اليوم اللبنانيون الذين يبلغ عددهم 4 ملايين، يستضيفون 1.5 مليون نازح سوري، وحوالى 50 ألف لاجئ فلسطيني من سورية، وما أوجد ضغطاً على اقتصادنا وبنيتنا التحتية ونسيجنا الاجتماعي. قياساً، فإن هذا يشبه كما لو أن الاتحاد الأوروبي يستقبل 250 مليون لاجئ جديد». ولفت الى انه «وحتى يتم ضمان عودتهم الآمنة إلى بلادهم، فإن لبنان اليوم يوفر خدمة عامة نيابة عن العالم». وأشار الى أنه سيعرض خلال مؤتمر بروكسيل «رؤية لبنان لتحقيق الاستقرار والتنمية». ودان الحريري الهجوم الإرهابي الذي وقع في سان بطرسبورغ معزياً الشعب الروسي. وقال إن «الإرهاب وباء لا دين له، وينبغي للعالم أجمع أن يعمل معاً للقضاء عليه. كما أن لبنان ملتزم بقوة مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. ولتحقيق ذلك، يجب الاستثمار في الأجهزة الأمنية اللبنانية ودعمها، وسأبحث هذه المسألة مع المستشارة مركل، وأشرح لماذا سيكون عائد مثل هذا الاستثمار جدير بالاهتمام ومضمون، وأؤكد ذلك». وشكر الحريري «ألمانيا على التزامها الطويل في قوات «يونيفيل»، قائلاً: «إن الرجال والنساء في بلدكم يلعبون دوراً بارزاً في حفظ السلم والاستقرار في بلدي. إن لبنان يقدم نموذجاً للتعايش والحوار للمنطقة، بل وللعالم. وهو اليوم واحة من السلام في منطقة متقلبة». وأشار الى أنه سيناقش مع مركل «كم هو مهم بالنسبة الينا أن تكون ألمانيا شريكاً رئيسياً في الجهود الرامية إلى إبقاء بلدنا آمناً ومستقراً. ونتشارك القيم نفسها، ونحتاج إلى التعاون الوثيق لمواجهة العديد من الأمور المجهولة التي تنتظرنا». ولاحقاً غرد الحريري على «تويتر» قائلاً إن «الإدانات لم تعد تكفي إزاء مجازر النظام في سورية والتي كان آخرها القصف الكيماوي على خان شيخون في ادلب والذي أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى». وقال: «على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية وقف الجرائم بحق الإنسانية في سورية، عوضاً عن تعداد الأطفال والشيوخ الأبرياء المختنقين بغاز السارين الفتاك». حمادة يطالب بدعم القطاع التربوي في الجلسة التمهيدية لمؤتمر بروكسيل القى وزير التربية اللبناني مروان حمادة أمس، كلمة لبنان في الجلسة الأولى التمهيدية لمؤتمر بروكسيل ل «دعم مستقبل سورية والمنطقة» الذي يفتتح اليوم بمشاركة أكثر من 70 دولة ومنظمات المجتمع المدني والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لمتابعة ما انجز منذ مؤتمر لندن العام الماضي. ويشارك لبنان في المؤتمر بوفد وزاري يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وشارك حمادة أمس، في إجتماعي عمل مع كل من مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوكالة البريطانية للتنمية الدولية بيث أرثي والمدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «يونيسيف» جيرت كابيليري، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق والوفد اللبناني المرافق. وتركز البحث، وفق مكتب حمادة، على «ملف تعليم النازحين والعمل المشترك من أجل استقرار النظام التربوي في لبنان، ودعم قدرات وزارة التربية اللبنانية لتحسين نوعية التعليم، وذلك عبر تأمين الدعم للبنانيين من خلال خطة الوزارة لتنمية القطاع التربوي ورفع جاهزيته بشرياً ومادياً». ومن شأن هذا الدعم «أن يمكن لبنان من الإستمرار في تقديم الخدمة التربوية وتوسيعها، لا سيما أن لبنان كبلد مضيف تضرر في قطاعاته كافة، وتم استنزاف قدراته نتيجة لأزمة النزوح، وأصبحت زيادة حجم الاستثمار في المنظومة التربوية حتمية لكي تتمكن من القيام بالأعباء الملقاة على عاتقها نتيجة للأزمة السورية وتداعياتها».وأقيمت عشية افتتاح المؤتمر ورش عمل تقنية تحت عنوان «تقويم الحاجات نحو التخطيط لمرحلة ما بعد الاتفاق».