أفلام السعودية تصل إلى عواصم ومدن عالمية، على رغم عدم وجود دور سينما في المملكة، وستتم هذه الخطوة بدعم من وزارة الخارجية، بحسب المشرف العام على مهرجان «أفلام السعودية» سلطان البازعي، الذي قال، خلال كلمة ألقاها في ختام المهرجان مساء أول من أمس (السبت): «إن التنسيق وصل إلى مرحلة متقدمة لعرض مجموعة من الأفلام السعودية في عواصم عالمية، بدءاً من باريس وواشنطن في الصيف المقبل، بدعم من وزارة الخارجية وسفارات المملكة في دول العالم». إلا أن سعوديين يأملون بأن يشاهدوا أفلامهم في دور سينما في بلادهم، ولعل ما قاله البازعي في كلمته شكل بارقة أمل في هذا المجال، إذ نقل أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي «وجّه بأن تقوم الجمعية، بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، بعرض مجموعة من أفلامها في المراكز الثقافية التابعة للوزارة، وفي فروع الجمعية بمناطق المملكة كافة، خلال العام الحالي. وتثير السينما جدلاً في المملكة، وخصوصاً في مهرجان «أفلام السعودية»، إذ استفز سؤال عن حاجة السعودية إلى دور عرض سينمائية، باعتبارها «نوعاً من الترف» يمكن الاستغناء عنه، بعدما غزت أفلام «يوتيوب» و«نتفليكس» العالم، المخرج علي الكلثمي، الذي رد على هذا السؤال بأن «أفلام يوتيوب لا تغني عن تجربة صالة السينما الاجتماعية، بعكس مشاهدة الأفلام في إنترنت، التي تزيد حس الوحدة». وسأل: «من له الحق في طرح مسألة دور السينما في السعودية باعتبارها ترفاً»؟ وما يعكس تعطش السعوديين إلى الأفلام السعودية ومشاهدتها، أنه في أول يوم من المهرجان وبعد ساعات من طرحها نفدت تذاكر 252 فيلماً، وسط إقبال كبير على شباك التذاكر لمتابعة الأفلام. وشهد اليوم الأخير من المهرجان إقبالاً من الجمهور على مشاهدة 21 فيلماً، وبلغ عدد التذاكر المقطوعة فيها 2165 تذكرة، ورأى المهتمون في ذلك «دليلاً على رغبة الجمهور في مشاهدة الأفلام السعودية». وفي خضم الجدال حول دور السينما، أشار البازعي إلى مأسسة المهرجان، معلناً بأن «المهرجان سيتحوّل إلى مؤسسة باسم أفلام السعودية، وستكون مؤسسة استثمارية لصندوق الفنون السعودي تعمل على تطوير الفيلم السعودي والتدريب والتوزيع والإنتاج على أسس اقتصادية». واختتمت فعاليات المهرجان، الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وشراكة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، ودعم وزارة الثقافة والإعلام، بحفلة توزيع الجوائز، التي أقيمت في «خيمة إثراء» بمدينة الظهران، وجاءت حفلة الختام بعد خمسة أيام من الفعاليات التي شملت إطلاق كتابين: «سعد خضر...الرائد المتعدد» عن سيرة الشخصية المكرمة للمهرجان، وكتاب «ساموراي السينما اليابانية..أكيرا كوروساوا» للناقدة السينمائية هناء العمير، وعرض 58 فيلماً، وأقيمت ورش تدريبية قدّمت 1700 ساعة تدريبية، إضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعروض أفلام طلاب المدارس. إعلان الأفلام والسيناريوات الفائزة في المهرجان حصل «المغادرون» لعبدالعزيز الشلاحي على جائزة أفضل ملصق فيلم، ونال «أنسنة المدن» لفيصل العتيبي جائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية. أما جوائز مسابقة السيناريو غير المنفذ فحاز «عندما تحتضر الحور» لعلي الدواء و«ولد سدرة» لضياء يوسف، تنويهاً بالتميز، وجائزة أفضل سيناريو أول ذهبت ل«لسان آدم» لحسن الحجيلي، وأفضل سيناريو ثان ل«لون الروح» لفهد الإسطاء، وأفضل سيناريو ثالث ل«سالم العبد» لعلي ربيع. وفي مسابقة أفلام الطلبة حصل «صرصور»، لفهد الجودي، على جائزة أفضل تحرير، وأفضل فيلم وثائقي ذهبت ل«باص» لنور الأمير ونورة المولد، ونال الممثل خالد الصقر جائزة أفضل ممثل عن «300 كم»، وذهبت جائزة أفضل إخراج والجائزة الكبرى للمخرج محمد الهليل عن الفيلم ذاته. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية حصل «مبنى 20» لعبدالعزيز الفريح على ثلاث جوائز، وهي: أفضل تصوير، وأفضل إخراج، وأيضاً الجائزة الكبرى. وحصل «جليد» لعبدالرحمن صندقجي على جائزة أفضل تحرير وجائزة لجنة التحكيم. وفي مسابقة الأفلام الروائية تم التنويه بامتياز كل من «الصندوق السحري» لرائد الشيخ، والممثلة سارة طيبة عن «كيكة زين»، والمونتير تركي المحسن عن «وسطي». وذهبت جائزة أفضل سيناريو منفذ عن «فضيلة أن تكون لا أحد» لبدر الحمود، وأفضل ممثل ذهبت إلى الممثل محمد القس عن «المغادرون»، وأفضل تصوير عن «لا أستطيع تقبيل وجهي» لعلي السمين، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة نالها «لسان» لمحمد السلمان، والجائزة الكبرى حصدها «المغادرون» لعبدالعزيز الشلاحي.