يتوقف كثير من زوار مهرجان جدة التاريخية (أتاريك)، أمام إحدى الفنانات التشكيليات وهي ترسم لوحتها الفنية، التي تتحدث عن جمالية مباني جدة القديمة، واعتبار ذلك المنطلق الفني، التي استطاعت من خلاله التعبير عن فسيفساء الحقبة الماضية ما قبل 1947. عند برحة الرسامين يجد الكثير من الزوار بغيتهم، في أخذ «استراحة»، في دلالة على جمالية الفن، ومحاولة تمتعهم بجمالية الفنون البصرية بأشكالها وألوانها وإبداعاتها كافة. ويلاحظ في برحة الرسامين، التي تستقطب كثير من زوار المهرجان، مدى التنافس بين ريش الفنانين والفنانات لإبهار المتجمعين حولهم. وأشار فنانون إلى أن الفن جزء أساس لإيصال رسالة المهرجان، وهي الفكرة المحورية التي تقوم عليها الهيئة العامة للترفيه، من خلال دعمها الفعالية. وأكد سالم الحربي الذي جاء إلى المهرجان بصحبة عائلته، أن أكثر فاعلية استوقفتهم «برحة الرسامين»، التي أطال عندها الانتظار والدهشة في الوقت نفسه، وهو يسترق النظر إلى إحدى اللوحات التي تتنطق عن جمال تلك الحقبة، واستدرك الحديث بعدها بقوله: «إن الفن رسالة تبعث على الهدوء دائماً». معالم المنطقة التاريخية العتيقة حاضرة في كثير من لوحات الفنانين، عازين ذلك إلى هوية المنطقة بتفاصيلها كافة، فيما يتركز نشاط البرحة أيضاً على تعريف الجمهور بطبيعة عملهم، وطريقة استخدامهم الألوان وآلية عملهم، والمدارس التشكيلية التي يتبعونها في مسارهم الفني. وفي البرحة أكثر من 15 فناناً يخدمون التوجهات الفنية للمنطقة التاريخية، وشجعهم تذوق الزوار للوحاتهم الفنية على الإبداع في تنفيذ أعمالهم. يُذكر أن مهرجان «أتاريك» الذي تدعمه الهيئة العامة للترفيه وتشرف عليه محافظة جدة، يفتح أبوابه يومياً للزائرين من الخامسة عصراً وحتى ال11 مساءً، وبحسب منظمي المهرجان فإن فعاليات هذا العام ستشهد عروضاً عالمية مع الاهتمام بالخدمات، فيما تم اعتماد 56 فاعلية تحاكي التنظيم العالمي. إلى ذلك، تجاوز عدد زوار المهرجان حاجز ال130 ألف زائر، خلال الأيام الثلاثة الأولى لبدء المهرجان، والذي يستمر لمدة 10 أيام. وأعلن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، عن وصول عدد زوار المهرجان إلى 130.582 زائر. وتنوعت فاعليات المهرجان في اليوم الأول بين الفنون الشعبية والعروض المختلفة، فيما أقبل الزوار على الأسواق القديمة والمأكولات الشعبية، وحظيت البيوت التاريخية بوفود عدد كبير من الزوار الذين تجولوا في أرجائها وشاهدوا محتوياتها من مقتنيات وصور تحكي تاريخ البيوت منذ إنشائها. وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على التجديد في فاعليات هذا العام، والتركيز خلال عرض الإرث التاريخي على تقديم المعلومة بطريقة ترفيهية، ومن أبرزها فاعلية «الرقص الأفقي» التي تقدمها إحدى الفرق العالمية على خلفية موسيقية حجازية، عبر تسلق المباني الأثرية والتنقل فيما بينها بخفة عالية، والقيام بحركات بهلوانية. فيما شهدت فاعلية «أدخل التاريخ» إعجاب الزائرين، وتستعرض قصة جدة قبل نحو 2600 عام، وهي عبارة عن عرض مرئي مدته سبعة دقائق، يتم خلاله تحويل القبة من الداخل إلى شاشة عرض كبيرة بتقنية 360 درجة، تعرض فيها القصة المدينة ونشأتها ابتداء بتأسيسها وأبرز الحُقب التاريخية التي تعاقبت على المدينة، إلى أن فتحها الملك عبدالعزيز.