«ثروة» هكذا أراد مسيرو البرنامج السعودي الذي يستهدف مليون شاباً تسميته من واقع إيمانهم بأن الشباب هم «ثروة الوطن» ومستقبله، وذلك من خلال الأمانة العامة لتنمية قطاع الشباب في إمارة منطقة مكةالمكرمة، التي أودع فيها أميرها خالد الفيصل رؤيته المكتملة لبناء الإنسان التي يتخذها أساساً ومنطلقاً للتنمية الواعية والحقيقية. ويستهدف البرنامج الشباب في 17 محافظة تقع في النطاق الإداري للمنطقة التي يصل عدد سكانها إلى 7 ملايين نسمة، وذلك من خلال فاعلياته التي تتجاوز 150 فاعلية وستة برامج نوعية ومحاضرات ودورات في المحافظات، وتندرج في نطاق أعمالها جمعية شباب مكة للعمل التطوعي، ولجنة رواد الأعمال، وملتقى شباب المنطقة الذي يتضمن الفاعليات والبرامج النوعية والحملات التوعوية. يحمل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة، رئيس اللجنة الرئيسة لتنمية قطاع الشباب الأمير خالد الفيصل في طيات فكره مبدأ أن الشباب هم المستقبل، وأن كل ما يفعل ويقال هو لمستقبلهم، وأنه إذا أردنا أن نبني المستقبل فيجب أن نبني الشباب، والإنسان هو «الثروة» الحقيقية لأي مجتمع ولذلك تعمل «ثروة» على أهداف استراتيجية محددة أبرزها التمكين والبناء والتواصل، وتسعى نحو صناعة برامج نوعية تشمل جميع محافظات المنطقة، من بينها برنامج «القوي الأمين» الذي يهدف إلى غرس صفات القوة والأمانة وصناعة قادة ل«ثروة» مستقبلاً، وإلى أن يكون إنسان المنطقة شريكاً في تنمية الوطن، كما تحرص على توفير بيئة تنموية للشباب عبر دعمهم بالمشاريع والمبادرات وتعزيز دورهم في تنمية المنطقة، كما تهدف من خلال إقامة المشاريع والمبادرات إلى تعزيز الانتماء الى الوطن، والتواصل في دعم الشباب، واكتشاف المواهب والطاقات الشبابية وتطويرها وبناء شخصية القوي الأمين واحتضان مبادرات الشباب وتذليل العوائق امامهم. ومن رحم «ثروة» ولدت أول جمعية على مستوى المملكة تهتم بالعمل التطوعي لبناء الإنسان المبادر ليكون طاقة إيجابية تسهم في تنمية الوطن وهي جمعية شباب مكة، التي تسعى إلى أن تكون رائدة في تنمية ثقافة العمل التطوعي في المنطقة من خلال تفعيل الشراكات بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة وإطلاق البرامج التنموية والاجتماعية، كما تهدف إلى رفع الوعي بأهمية العمل التطوعي ودعم الفرق والمشاريع التطوعية لوجستياً ومعرفياً، وبناء قاعدة بيانات للفرق وقادة العمل التطوعي في المنطقة وتوحيد جهود العمل التطوعي بين مؤسسات المجتمع المدني والمشاريع التطوعية. ولم تغفل «ثروة» أهمية مساعدة الشباب على أن يحوزوا قصب السبق في المجال التجاري، إذ أسست لجنة رواد الأعمال التي تهدف إلى بناء بنك لأفكار مشاريع ريادية وتوحيد جهود شباب ريادة الأعمال في المنطقة. وفي الجانب الفكري، بادرت «ثروة» إلى تأسيس ملتقى مكة الثقافي الذي يأتي ضمن المبادرات والمشاريع الفكرية، كواحد من فاعليات البرنامج الكبرى الذي يسعى من خلال نسخته الأولى إلى دعم الجهود التنموية في المنطقة لبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، عبر إقامة وتنظيم مجموعة متناغمة من البرامج والنشاطات والفاعليات طوال العام، وفي مختلف محافظات المنطقة ومراكزها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة مكةالمكرمة. ويتميز ملتقى مكة الثقافي بتبنيه شعاراً سنوياً تقتبس منه الفاعليات والنشاطات والبرامج روحها وهويتها، لتوحيد الرسائل الموجهة لإنسان المنطقة، وسيكون الشعار الذي يتبناه الملتقى هذا العام «كيف نكون قدوة؟»، لبناء نموذج القدوة المميزة في المجتمع وتعزيز مفهومها. وشهد الملتقى تفاعل جهات حكومية وخاصة عدة وكذلك الأفراد، مع دعوته إلى الاشتراك وتسجيل المبادرات الفردية من الأفراد، وترشيح الجهات مبادراتها للتنافس على سبع جوائز خصصت للمبادرات الإبداعية، بنحو 60 مبادرة تم ترشيحها خلال الأسبوع الأول من التسجيل. ويأتي ذلك في وقت بلغت فيه المبادرات المؤسساتية نحو 235 مبادرة قدمت من 61 جهة حكومية وخاصة، في حين بدأ الأسبوع الماضي استقبال طلبات المبادرات الفردية على موقع ملتقى مكة الثقافي. ويتحدث قائد شباب محافظة القنفذة التابعة لمكةالمكرمة زيد الفقيه ل«الحياة» عن «ثروة»، مبدياً سروره بالانتماء إلى هذا المشروع الواسع الأثر. ووقف أمير منطقة مكة قبل أسابيع على جهود شباب القنفذة في هذا الإطار وأبدى تقديره وارتياحه لبلوغ الفكرة والمشروع هذا المستوى من النضج والنجاح، ولأن رؤيته حول بناء الإنسان آخذة في التبلور حتى أقصى ما يراد لها من التميز. وأضاف الفقيه أن المشروع الرائد جاء في بيئة متعطشة لمثله، وأن الشباب فئة ومرحلة أحوج ما تكون إلى البيئة الصالحة والمستوعبة طاقاتهم وإمكاناتهم الواسعة، وزاد من تمسكه بالبرنامج ما اكتشفه في واقع الشباب من مواهب وطاقات كانت لتهدر لولا السبق إلى هذه المبادرة الواعية والمدركة أبعاد الثمرة المرجوة من الاستثمار في الشباب فئةً ومرحلةً.