لاقى اعلان واشنطن تخليها عن المطالبة بوقف الاستيطان، ارتياحاً اسرائيلياً وتململاً فلسطينياً وعربياً عبّر عن نفسه بعقد قمة اليوم في القاهرة بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك، والاعلان عن عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية مطلع الاسبوع المقبل. وفيما علمت «الحياة» ان الادارة الاميركية تجري مراجعة شاملة لنهج عملية السلام، تفاوتت التوقعات في شأن الاسلوب الذي ستعتمده بين من توقع ان تطرح هيكلية جديدة للعملية السلمية، او العودة الى المفاوضات التقريبية غير المباشرة بهدف التوصل الى اتفاق انتقالي، او الاكتفاء بملء الفراغ وادارة الازمة. وبعدما أكد مسؤول اميركي ل «الحياة» امس ان الادارة قررت ان «تمديد تجميد الاستيطان لن يوفر في هذا الوقت الاساس الافضل لاستئناف المفاوضات المباشرة»، وان الانخراط سيستمر «في الايام والاسابيع المقبلة في القضايا الجوهرية مع الجانبين ومع الدول العربية وباقي الاطراف الدولية»، أكدت مصادر موثوق بها على تواصل مع الادارة الاميركية ل «الحياة» ان المعنيين بملف عملية السلام في الخارجية الاميركية والبيت الابيض يقومون بمراجعة شاملة للاستراتيجية التفاوضية والخيارات البديلة للدفع بعملية السلام، مشيرة الى ان ثمة نهجين تفاوضيين: الاول هو نهج المبعوث الاميركي جورج ميتشل القاضي بصوغ خطوات بناء ثقة بينها تجميد الاستيطان، والثاني يقوده مستشار الرئيس للشرق الاوسط دنيس روس ويؤيد انخراطاً مباشراً وسريعاً في القضايا النهائية من دون شروط مسبقة وبالتوازي مع خطوات بناء ثقة. وقالت المصادر ان الفريق الاميركي ما زال يدرس «هيكلية المرحلة المقبلة»، وان من المنتظر ان تعلن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة في خطاب لها غداً، مع ترجيح استبعاد تغييرات او اعلانات درامية، بل التشديد على حل القضايا النهائية والاسراع في المفاوضات من دون تبني مرجعيات لها. وفيما توقع المستشار السياسي لرئيس الحكومة الاسرائيلية ان تبادر الولاياتالمتحدة الى اطلاق «هيكلية جديدة» للمفاوضات، توقع مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون ان تعود الادارة الاميركية الى اسلوب المفاوضات التقريبية (غير المباشرة)، مشيرين الى انها وجهت الدعوة الى كل من رئيسي الوفدين المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات والاسرائيلي اسحق مولخو للذهاب الى واشنطن الاسبوع المقبل بهدف البحث عن مخرج للازمة. من جهة اخرى، توقّع ديبلوماسي غربي ان تتجه الادارة الاميركية في المرحلة المقبلة الى ادارة الازمة وليس حلها، مشيرا الى ان «الادارة لن تترك الازمة للفراغ، وانها ستواصل ملء الفراغ تحسباً لمزيد من التدهور». ورجح ان تتركز المفاوضات في المرحلة المقبلة على اقتراحات اسرائيلية لايجاد حل انتقالي جديد، مشيرا الى ان الجانب الاسرائيلي كان يعد لهذه المرحلة منذ بداية المفاوضات. في هذه الاثناء، اعلن الرئيس عباس في اثينا امس ان مفاوضات السلام دخلت في «ازمة صعبة» بعد تخلي واشنطن عن المطالبة بوقف الاستيطان، معربا عن امله في ان يتدخل الاتحاد الاوروبي لاتاحة استئناف المفاوضات، في وقت اعرب الاتحاد الاوروبي عن «اسفه» لرفض اسرائيل تجميد الاستيطان الذي اعتبره «غير شرعي» ويتعارض مع جهود السلام. ومن المقرر ان تعقد قمة مصرية - فلسطينية اليوم في القاهرة حيث اعلنت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان زيارة عباس «لم تكن مبرمجة، بل جاءت في ضوء الاعلان الاميركي»، لافتة الى انه «سيبحث مع القيادة المصرية في التحركات والاتصالات التي يمكن القيام بها في ضوء دعم عربي واضح». في الوقت نفسه، اعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن اجتماعاً للجنة مبادرة السلام العربية (لجنة المتابعة) على المستوى الوزاري سيعقد مطلع الأسبوع المقبل بناء على طلب عباس بهدف «البحث في تفاصيل الرسالة الأميركية والرد العربي عليها».