أغرقت مياه الفيضانات شوارع مدينة استرالية رئيسة يسكنها أكثر من 25 ألف نسمة اليوم (الجمعة)، فيما شهدت منطقة الساحل بشمال شرقي البلاد أمطاراً غزيرة جراء عاصفة أعقبت الإعصار «ديبي» المدمر الذي اجتاح استراليا قبل ثلاثة أيام. واجتاح الإعصار «ديبي»، كعاصفة من الدرجة الرابعة، شمال ولاية كوينزلاند الثلثاء الماضي، وألحق أضراراً جسيمة بمنتجعات سياحية وتسبب في سقوط أبراج كهرباء وغرق حقول قصب وإغلاق مناجم فحم. وطلبت السلطات اليوم من حوالى 20 ألفا من السكان إخلاء مناطقهم والانتقال إلى أماكن أكثر ارتفاعاً، بعدما تسببت الأمطار في المناطق الساحلية على جانبي مدينة برزبين عاصمة الولاية في ارتفاع قياسي لمنسوب مياه الأنهار في أنحاء المنطقة. وقال مدير خدمات الطوارئ بولاية نيو ساوث ويلز، إيان ليكي: «كل شيء يحدث هنا، فهناك أناس فوق أسطح المنازل وأناس محاصرون داخل شاحنات. إنها كارثة تامة». وانخفضت شدة الإعصار إلى عاصفة مدارية خلال هذا الاسبوع إلى هطول أمطار غزيرة على امتداد 1200 كيلومتر من الساحل الشرقي لاستراليا قبل أن يتحرك باتجاه البحر اليوم. ولم تتلق السلطات بلاغات عن حالات وفاة، لكنها تخشى سقوط ضحايا بعدما نفذت أكثر من مئة عملية إنقاذ خلال الليل. ولا تزال عواصف وأمواج تضرب الشاطئ قرب منطقة كيب بايرون. وفي مدينة ليزمور، غمرت مياه نهر ويلسونز سداً يحمي المركز الريفي في منطقة نورذرن ريفرز بولاية نيو ساوث ويلز التي يقطنها 25 ألف نسمة على الأقل حيث تدفقت مياه الفيضانات إلى وسط المدينة وغمرت الشوارع وأغرقت عشرات المحال. وقالت رئيسة بلدية مدينة ليزمور، جيني دويل: «غمرت مياه الفيضانات حي الأعمال المركزي وكثير من خائفون لأن الحي مظلم جدا الآن والطقس عاصف». وانقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من سكان المناطق المتضررة. وفي المنطقة الشمالية التي ضربها الإعصار أجلت طائرات وعبارات أمس، مئات المصطافين من الجزر السياحية الواقعة على امتداد الحاجز المرجاني العظيم.