أحيا الفلسطينيون أمس في كل أماكن انتشارهم «يوم الأرض» بفاعليات مختلفة، تخليداً وتجسيداً لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتعظيماً لشهداء يوم الأرض. كما نظمت نشاطات ثقافية وتربوية في المدارس والمؤسسات التعليمية العربية لتثقيف الجيل الناشئ وتأكيد أهمية التمسك بما تبقى من أراضٍ سلمت من المصادرة الإسرائيلية. وفي أراضي 1948، نظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية نشاطات متنوعة في أنحاء البلدات العربية في الداخل توجت بثلاث مسيرات في بلدات «مثلث يوم الأرض» دير حنا وعرابة وسخنين ومهرجان خطابي. وسارت تظاهرتان من سخنين وعرابة والتقت مع ثالثة في دير حنا، في الجليل، شارك فيها قيادات وكوادر الحركات والأحزاب الوطنية ونواب من القائمة المشتركة ورؤساء سلطات محلية وشخصيات اجتماعية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء ولافتات كتب عليها شعارات تمجد ذكرى يوم الأرض والشهداء وتضحياتهم. وتأتي الذكرى ال41 ليوم الأرض إحياء لذكرى الشهداء الستة الذين سقطوا فيه برصاص الشرطة الإسرائيلية عشية الإضراب، أي في 29 آذار (مارس) 1976. في قرية مادما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لفاعلية يوم الأرض. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال قمعت فاعلية لزراعة الأشجار في أراضي المواطنين في قرية مادما والمحاذية لمستوطنة «يتسهار»، وذلك ضمن فاعليات يوم الأرض. وفي مدينة بيت جالا غرب بيت لحم، قمع الاحتلال بقنابل الغاز والرصاص المطاطي مسيرة في ذكرى يوم الأرض. وفي غزة، أحيا مئات الفلسطينيين من قادة القوى الوطنية والاسلامية وأنصارها ذكرى يوم الأرض أمس بتظاهرة قرب معبر بيت حانون «ايرز» شمال قطاع غزة. وردد المشاركون هتافات تدعو للحفاظ على الثوابت الفلسطينية، والتمسك بالأرض، ورفعوا أعلام فلسطين ورايات الفصائل. وقال القيادي في حركة «حماس» مشير المصري إن «التظاهرة على بعد مئات الأمتار من فلسطينالمحتلة جاءت لتأكيد الحقوق والثوابت في يوم الأرض الذي فجره أهلنا في سخنين وحولها قبل 41 عاماً». وأضاف المصري أن «على الاحتلال أن يفهم معادلة أن الحقوق لا تزول بالتقادم وأن الشعب الفلسطيني مصرّ على المضي في طريقه والتمسك بحقوقه نحو تحرير أرضه ومقدساته، ويوم الأرض شكل معلماً بارزاً في تاريخ الثورة الفلسطينية ويؤكد الهوية القومية والوطنية والعمق الاسلامي للقضية الفلسطينية، وأن العدو لا يملك متراً واحداً على أرضنا ولا حق تاريخياً له فيها». ووصفت لجنة المتابعة العليا في بيانها «يوم الأرض» الأول بأنه «يوم محوري في تاريخ الجماهير العربية الباقية في وطنها». وحذرت من «خطورة الهجمة العنصرية على الجماهير العربية وقياداتها واستفحال سياسة الاقتلاع ونهب الأرض والتضييق على مسطحات البناء والسعي لتسريع تدمير آلاف البيوت العربية، ومن القوانين العنصرية ومؤامرة السمسرة على أراضي القرى المدمرة وأراضي اللاجئين من أبناء شعبنا». وحضت اللجنة فلسطينيي 48 على إبقاء هذه الذكرى «شعلة ومنارة لمسيرتنا الكفاحية، وكي تكون رسالة نبثها الى شعبنا في جميع أماكن تواجده والى العالم المؤازر لنا أننا هنا باقون على العهد». ووزعت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي مواد إرشادية على المدارس تناولت حوادث يوم الأرض الأول، حين تصدى فلسطينيو 48 لمصادرة نحو 14 ألف دونم من أراضي قرى «البطوف» لإقامة مستوطنات يهودية بهدف منع غالبية عربية في الجليل. ورغم تهديد السلطات الإسرائيلية العرب بقمع أي احتجاج، ورغم حشدها غالبية رؤساء السلطات المحلية العربية إلى جانبها، إلا أن 11 رئيساً من القوى الوطنية أعلنوا دعمهم قرار «لجنة الدفاع عن الأراضي» الإضراب العام، ليكون أول إضراب احتجاجي منذ نكبة العام 1948. ورداً على هذا الموقف، أعلنت السلطات الإسرائيلية منع تجول في القرى المهددة أراضيها بالمصادرة ودخلت مصفحات الشرطة هذه القرى عشية اليوم المقرر للإضراب لتنفيذ منع التجول، فتصدى لها الأهالي لتعم تظاهرات كبيرة فيها امتدت إلى سائر البلدات العربية.