أعربت السعودية والأردن مساء أمس (الثلثاء)، عن قلقهما «البالغ إزاء تعاظم خطر التطرف والإرهاب وأعمال العنف وما يشكله ذلك من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، وإزاء تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإشعالها للفتن الطائفية ودعمها للإرهاب». وأكد بيان مشترك أصدره البلدان في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الأردن، دعم الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، مشيداً بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. وأفاد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، بأن الجانبين بحثا الوضع الراهن في الوطن العربي، وبخاصة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني واستناداً لحل الدولتين . وعبر الجانبان عن رغبتهما الأكيدة في جمع الكلمة وتوحيد الصف العربي والإسلامي وسعيهما من أجل العمل على توثيق الروابط الأخوية بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز التواصل فيما بينها في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، مشددين على أهمية إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سورية، ومؤسساتها وفقاً لبيان «جنيف1»، وقرار مجلس الأمن رقم 2254. وأكدا على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، ودعم حكومته الشرعية، وإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن الرقم 2216، مجددين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية كافة. وعن الأوضاع في ليبيا، دعا الجانبان الليبيين العمل إلى الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية، ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة. العلاقات السعودية – الأردنية وأكدت المملكتان في البيان المشترك أنه «إنطلاقاً من الروابط الأخوية المتينة التي تجمع بين البلدين، وترسيخاً للعلاقات العريقة والمتميزة بينهما، ورغبة في الدفع بها نحو آفاق أوسع، وحرصاً على استثمار الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاستثمارية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية والثقافية والزراعية والعمل والنقل والإسكان والطاقة، واستجابة لدعوة كريمة من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المملكة الأردنية والتقى خلالها الملك عبدالله». وأضاف البيان أنه «تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يساهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما جرت لقاءات ومحادثات رسمية بين الجانبين، جرى خلالها بحث آفاق التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات، استمراراً لما رسخته الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين طيلة عقود ماضية، وما حققته من نتائج ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين» . وأشاد الجانبان بمتانة العلاقات السعودية - الأردنية المتميزة ونموها على الأصعدة كافة، وما أثمرت عنه اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - الأردني، واللجنة السعودية - الأردنية المشتركة بما يكفل تطوير تلك العلاقات ويخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما. وأشار البيان إلى أن الاتفاقات التي وُقعت بين البلدين ستعزز الإطار المؤسسي القائم للعلاقات المشتركة، بما يضمن استمرارها والدفع بها نحو أفاق أرحب وبما يخدم مصلحة البلدين.