بحث لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي عقد في قصر الحسينية في عمان مساء أول من أمس، في آفاق تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وآليات توسيع آفاق التعاون، وتطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية. وأشاد الجانبان خلال المحادثات، الثنائية والموسعة، بمتانة العلاقات الأردنية - السعودية المتميزة وما شهدته من تطور كبير على الصعد المختلفة، خصوصاً في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والطاقة والصحة والإعلام والثقافة والزراعة والعمل. كما أشادا بما أثمرت عنه اجتماعات مجلس التنسيق السعودي- الأردني، واللجنة المشتركة، بما يكفل النهوض بعلاقات التعاون ومأسسة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وشدد اللقاء على ضرورة إدامة التشاور والتنسيق بين البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين، وتحقيق مصالح الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة. كما تناولت المحادثات القمة العربية التي يستضيفها الأردن، وضرورة تنسيق المواقف إزاء المحاور والقضايا التي تركز عليها هذه القمة، وبما يسهم في تفعيل منظومة العمل العربي المشترك، والنهوض بالتعاون العربي إلى أعلى المراتب، وتوحيد الصف العربي، وتوثيق الروابط وتعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية في المجالات المختلفة وعلى جميع المستويات. كما ركز اللقاء على المستجدات والقضايا الإقليمية الراهنة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، إذ أكد العاهل الأردني ضرورة تكثيف الجهود لتحريك عملية السلام بما يقود إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية. إلى ذلك، عبر الجانبان في بيان مشترك عن رغبتهما الأكيدة في جمع الكلمة وتوحيد الصف العربي والإسلامي وسعيهما الحثيث من أجل العمل على توثيق الروابط الأخوية بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز التواصل في ما بينها في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، متمنين النجاح والتوفيق للقمة العربية ال28 المزمع عقدها اليوم في الأردن. كما عبر الجانبان عن قلقهما الشديد إزاء تعاظم خطر التطرف والإرهاب وأعمال العنف وما يشكله ذلك من تهديد للأمن والسلم في المنطقة وفي شتى أنحاء العالم، مؤكدين دعمهما للجهود الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب، ومشيدين بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. وأكد الجانبان على أهمية إيجاد حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سورية ومؤسساتها، وفقاً لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254). كما أكدا على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، ودعم حكومته الشرعية، وإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) ، مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية كافة. كما أكد البيان أن على الليبيين العمل على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب، وصولاً إلى حل سياسي ينهي هذه الأزمة. وعبر الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإشعالها للفتن الطائفية ودعمها للإرهاب. وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وللحكومة والشعب الأردني الشقيق على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة وحسن استقبال وكرم ضيافة. الاستعراض العسكري ولمناسبة الزيارة، حضر خادم الحرمين الشريفين أمس عرضاً عسكرياً في استقباله. وفور وصوله والعاهل الأردني إلى ميدان الراية، رافقت الموكب مجموعة من فرسان الحرس الملكي الأردني، فيما أطلقت المدفعية الأردنية 42 طلقة تحية لخادم الحرمين الشريفين. وبعد أن أخذ الزعيمان مكانهما في المنصة الرئيسة للحفلة، عُزف السلامان الملكيان السعودي والأردني، فيما حلّقت طائرتان عموديتان أمام المنصة الرئيسة ترفعان علمَيْ السعودية والأردن. ثم تابع الملك سلمان والملك عبدالله والحضور عروضاً عسكرية متنوعة شملت استعراضات لمجموعة من الفرسان وتشكيلات للمشاة الصامتة بالسلاح، وقفزاً حراً لثمانية مظليين، إضافة إلى عروض للمشاة والهجانة والخيالة. بعد ذلك، ألقيت قصيدة حوارية بعنوان: «أحرار الدار» قبل أم تقدم مجموعة من الطائرات الأردنية الحديثة عروضاً جوية بهذه المناسبة. لاحقاً، قلد العاهل الأردني خادم الحرمين الشريفين «قلادة الشريف الحسين بن علي» التي تعد أرفع وسام في الأردن، وتمنح للملوك ورؤساء الدول. كما أقام مأدبة غداء تكريماً لضيفه.