أكدت مصادر مطلعة أمس إنجاز صفقة بين «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) من جهة، و «حزب الله» وإيران من جهة ثانية ستؤدي لدى تنفيذها إلى حصول أكبر عملية تبادل «تهجير طائفي» في ريفي دمشق وإدلب، في وقت أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن أن «جبهة فتح الشام» تواصل خوض مواجهات مع «لواء شهداء اليرموك» الموالي لتنظيم «داعش» في منطقة عمليات قوة حفظ السلام الدولية في الجولان السوري (أندوف)، وأنهما يسيطران على جزء كبير من منطقة عمل القوة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأنه «تم التوصل لاتفاق هدنة ووقف إطلاق نار يترافق مع عمليات تهجير وإجلاء مدنيين وعناصر مسلحة من مضايا والزبداني ومخيم اليرموك (وهم من السنة في ريف دمشق) وكفريا والفوعة (اللتين تضمان شيعة مدعومين من إيران في ريف إدلب)»، موضحاً: «يتوقع أن يسري تطبيق لوقف النار في هذه المناطق، على أن يبدأ تنفيذ العملية في الرابع من نيسان (أبريل) حيث سيتم التنفيذ على مرحلتين تضم المرحلة الأولى إجلاء 8 آلاف مدني من الفوعة وكفريا مقابل تهجير عدد مماثل من المدنيين والمسلحين وعوائلهم من مضايا والزبداني، على أن يتم في المرحلة الثانية إجلاء عدد مماثل من المدنيين من الفوعة وكفريا، مقابل العدد ذاته من المسلحين وعوائلهم والمدنيين من مخيم اليرموك في جنوبدمشق». وتوقع «المرصد» في تقرير «نقل المدنيين من الفوعة وكفريا إلى مناطق سيطرة القوات النظامية في العاصمة وريفها، في حين سيخيَّر الخارجون من مخيم اليرموك ومضايا والزبداني بين التوجه إلى محافظة إدلب أو منطقة جرابلس الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة والقوات التركية العاملة في عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي». كما سيتم تنفيذ الاتفاق ب «التزامن مع إفراج السلطات السورية عن حوالى 1500 معتقل وسجين في معتقلاتها وسجونها، على أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 9 أشهر في مضايا والزبداني بريف دمشق الشمالي الغربي، وببيلا وبيت سحم ويلدا بريف دمشقالجنوبي، ومخيم اليرموك والتضامن بجنوب العاصمة دمشق، والفوعة وكفريا ومناطق أخرى قريبة منها في ريف إدلب». وقال «المرصد» إن «الاتفاق تم بعد مفاوضات بين جيش الفتح من جهة، وحزب الله والإيرانيين من جهة أخرى برعاية قطرية». وأشار موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض، إلى أن «العناصر النظامية وحزب الله يفرضون حصاراً على 170 عنصراً معارضاً في مدينة الزبداني، كما يحاصرون بشكلٍ منفصلٍ بلدتي مضايا وبقين اللتين تؤويان عشرات آلاف المدنيين». في المقابل، يفرض «جيش الفتح حصاراً على بلدتي الفوعة وكفريا شمال إدلب، اللتين تؤويان 30 ألف نسمة بينهم 1500 مقاتلٍ في صفوف الميليشيات التابعة لإيران». في نيويورك، قال غوتيريش في تقرير تناول عمل «أندوف» سلمه إلى مجلس الأمن، إن الاشتباكات مستمرة أيضاً في منطقة الفصل بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة. وأشار إلى ارتفاع «التفاعل بين جنود من الجيش الإسرائيلي وأفراد على الجانب السوري من المنطقة الفاصلة». وأبلغ عن عمليات نقل «بضائع غير معروفة» من الجيش الإسرائيلي إلى أفراد على الجانب السوري في منطقة جبل الشيخ على متن عربات وبغال خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأعرب عن القلق من تزايد هذه التفاعلات بسبب «الأهمية الاستراتيجية لمجمع جبل الشيخ». ونسب إلى الجيش الإسرائيلي أن طبيعة تلك «التفاعلات إنسانية وطبية»، على رغم أنه أشار إلى أن بعضاً ممن أجرى هذه التفاعلات مع الجيش الإسرائيلي كانوا من «المسلحين»، معتبراً أن ذلك «يزيد من مخاطر اندلاع اشتباكات بين الجماعات المسلحة والجيش السوري في جبل الشيخ». وقال إن إسرائيل شنت غارات على تنظيم «خالد بن الوليد» التابع ل «داعش» بهدف ردعه عن تنفيذ هجمات ضدها، إضافة إلى هجمات أخرى لم تعط إيضاحات في شأنها. ودعا غوتيريش الدول ذات النفوذ إلى «توجيه رسالة قوية وعاجلة إلى جماعات المعارضة المسلحة في منطقة عمل أندوف بضرورة وقف أي أعمال تشكل انتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك، ولمنح جنود قوة حفظ السلام الدولية الحرية الكاملة في الحركة بأمن وسلامة».