أخرج قادة حركة "شاس" الدينية الشرقية المتزمتة المارد الطائفي من القمقم حين اعتبروا ان مرد الانتقادات الشديدة التي توجَّه في إسرائيل إلى زعيم الحركة وزير الداخلية ايلي يشاي وتحميله المسؤولية عن عدم جهوزية هيئة إخماد الحرائق الخاضعة لسلطته لإخماد الحريق الكبير في غابات جبل الكرمل "كون الوزير يشاي (يهودياً) متزمتاً (من الحرديم) وشرقياً ويميناً "، كما قال يشاي نفسه وكرره بعد ذلك سائر أقطاب الحركة. ووصف يشاي ما يتعرض له ب"لينش" عام وإعلامي. ودافع يشاي عن موقفه من خلال نشر وثائق تؤكد أنه أولى اهتماماً خاصاً بالوضع المزري لأجهزة الإطفاء لكن الحكومة لم تصرف الموازنات اللازمة لتزويد الهيئة بأجهزة عصرية. ووجهت اتهامات عنيفة ليشاي بأن آخر ما يعنيه هو شؤون وزارته وأنه يسعى أساساً لضمان موازنات للمدارس الدينية الشرقية التي ترعاها حركته المتشددة فضلاً عن أن أبناء الحركة يتهربون من الخدمة العسكرية الإلزامية بداعي أن "توراتهم هي إيمانهم". وقال الوزير يعقوب بن مرغي، وهو أيضاً من "شاس"، إنه لا يثق بالسجال العام الدائر حول المسؤول عن التقصير في تجهيز هيئة الإطفاء، وانه لو كان وزير الداخلية شخصاً آخر لما تعرض للهجوم الذي يتعرض له يشاي. وتتواصل في إسرائيل الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في الفشل الذريع في إطفاء الحريق الذي أخمدت نيرانه أمس بعد 80 ساعة من اندلاعها وبعد مساعدة هائلة تلقتها إسرائيل من نحو 30 دولة، في الوقت الذي يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو التهرب من لجنة كهذه لها الصلاحية في التحقيق مع أركان المستوى السياسي فضلاً عن صلاحية التقدم بتوصيات ضد من تجده مسؤولاً عن التقصير.