ما الذي يجعل الأحلام الرائعة والأمنيات الجميلة التي تحدثنا عنها ذات يوم تنتهي في لمح البصر؟ ألا تتساءل ولو للحظة كم تخسر وأنت لم تشهد أول خطوة لصغيرتك؟ وأول كلمة نطق بها طفلك الثاني؟ وتغيبك عن حفلة تخرج أكبرهم؟ ألا يوجعك فقدانهم ومشاركتهم لحظاتهم وأنت بينهم؟ ألا تحزنك دموع أمك وحسرة قلبها وهي تراك بعيداً وغائباً عن عالمها؟ ألا يرق قلبك الأول الذي يفرح بدعائها وابتهالاتها؟ ألا تؤرقك حال الخذلان التي جعلتني أعيشها، وقد رسمنا معاً حياتنا يوماً بألوان الفرح وبنينا من أحلامنا قصوراً تعانق الغمام، فهدمتها وتحطمت وتناثرت كالشظايا، حين آثرت صحبة رفاق الخواء ولهوت بأمنياتنا الصغيرة قبل الكبيرة وأصبحت بيننا ذكرى لإنسان. أسماء العبودي [email protected]