هناك 3 مؤسّسات عربيّة على الأقل، متخصّصة في استعادة التراث العلمي. ويعتبر «معهد التراث العلمي العربي» فى جامعة حلب من أنجح هذه المؤسسات. وهومعهد للدراسات العليا يستقبل باحثين من تخصّصات مختلفة: الميكانيكا والطب والهيدرولوجيا (علم ميكانيكا المياه) والزراعة. ويبحث في أصول هذه العلوم وتطوّرها في التراث العربي. ويملك المعهد مكتبة ومتحفاً، ويعقد مؤتمرات دوليّة بصورة مستمرة. وعلى رغم نجاح المعهد نسبيّاً فى إثارة الاهتمام بالتراث العلمي، إلا أنه مؤسُسة مكبّلة بقيود تبعيّته لجامعة حلب وموزانتها. ولعل من المفيد تحويله مؤسسة تابعة ل «المنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم». ويلاحظ أن المعهد اكتسب احتراماً دوليّاً سواء من «اليونسكو» أم من «الجمعية الدولية لتاريخ العلوم» عبر تجربته الممتدة من العام 1976 حتى الآن. وتتمثّل المؤسّسة الثانية في «مركز إحياء التراث العلمي» فى جامعة بغداد الذي تأسّس في العام 1977. وحتى العام 1990، كان المركز يتميّز بنشاط غني بالحيوية والتدفّق. ومنذ 1990، انتكست أعماله. وتقلّص إلى مجرد مركز محلي للتراث، إضافة إلى كونه مركزاً لمطبوعات علميّة عربية لم يعد مصيرها معروفاً منذ حرب العام 2003. وتشمل قائمة الندوات التي نهض بها المركز، تصنيف العلوم عند العرب، والأعشاب والنباتات الطبيّة، والصناعة في التراث. ويظهِر المعهد اهتماماً خاصّاً بدورات التعليم المستمر، كتلك التي تناولت المعالجات البيئية في تصميم المباني عند العرب، وكذلك مساهمات العرب في علم الفيزياء وغيرها. وعلى رغم النشاط السوري - العراقي، لم يلقَ التراث العلمي العربي اهتماماً كافياً في مصر. واقتصر الأمر على محاولات ساهم فيها أساتذة جامعة القاهرة، خصوصاً كليّات الهندسة والطب والعلوم. وهناك روّاد مصريون في هذا المجال منهم الدكتور عبدالحليم منتصر، وأبوشادي الروبي، وشوقى جلال، وأحمد فؤاد باشا وغيرهم. وفي إطار جامعة القاهرة، ينشط «مركز إحياء التراث العلمي»، لكن نشاطاته محدودة لأسباب مازالت غير معلومة تماماً.