تفاعل متأخر، خلفته حادثة الدهس التي وقعت في حي البخارية وتعرضت لها أربع طالبات يتيمات يدرسن في مجمع تعليمي، إذ اندفعت إدارة التعليم لتوجيه مشرفات المدارس بتوعية الطالبات من خطورة السيارات وخصوصاً في الشوارع الرئيسة، فيما قرر مرور الطائف تخصيص دورية في موقع المجمع للإسهام في ضمان وصول الطالبات من وإلى مدارسهن في أمان. وأكد مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف سالم الزهراني ل «الحياة» تكليف مشرفات تربويات لزيارة المدارس، سعياً إلى نشر التوعية المرورية في صفوف الطالبات، وفق برنامج يستمر ليومين وأعدته إدارة الأمن والسلامة في تعليم الطائف، بالتعاون مع قسم النشاط المدرسي. وأوضح الزهراني أن عدد السكان في الحي كثيف، ويتجاوز عدد المدارس التي تشرف عليها إدارته 200 مدرسة متفرقة في أنحاء المحافظة وخارجها، كاشفاً في الوقت ذاته وجود تنسيق ومخاطبات مع المرور لتغطية البعض منها. وعلى رغم أن شارع حسان بن ثابت الذي يخترق الطائف من الشمال إلى الجنوب فاصلاً حي اليمانية عن حي البخارية محسوب من الشوارع الرئيسة في المحافظة، إلا أن مرور الطائف يرى خلاف ذلك، إذ اعتبر أنه طريق لا كثافة مرورية فيه. وقال مدير مرور المحافظة السياحية المكلف العقيد محمد عجلان الشنبري إن المدرسة التي تعرضت طالباتها لحادثة الدهس تقع على شارع هادئ مقارنة بغيره، ولم يشهد حوادث مماثلة منذ سنوات إلي جانب أن سرعة قائدي المركبات نادرة إلى حد ما. واستدرك العقيد الشنبري ليكشف أن إدارة المرور ستأخذ في الاعتبار مدارس البخارية، من خلال تخصيص دورية ستتواجد في الموقع بغية الإسهام في ضمان وصول الطالبات من وإلى مدارسهن في أمان. وأضاف: «نحن لا نستطيع تغطية مدارس المحافظة كلها سواء في ساعات الصباح الأولى أو عند انصراف الطلبة والطالبات، لكن توجد مدارس عدة تشكل الشوارع المؤدية إليها خطورة على أرواحهم، لذلك حظيت بوجود رجال المرور باعتبارها أكثر أهمية من غيرها». وقال أحد جيران الضحايا عمر الملحا ل «الحياة» إن الطالبات الأربع يتيمات الأب ووصل خبر الحادثة إلى والدتهن بواسطة المدرسة، مضيفاً: «وصلت إحداهن إلى المدرسة في حال هستيرية مؤثرة». وأكد أن سكان الحي يتطلعون إلى إيجاد «مطبات» صناعية في الشارع لتهدئة المتهورين، لا فتاً إلي أن شارع حسان بن ثابت معروف منذ زمن بكثافته المرورية المرتفعة.