وجّه متخصصون انتقادات لوزارة الصحة خلال منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية، الذي افتتح في مدينة سكاكا أول من أمس بعنوان «النظام الصحي السعودي»، مشيرين إلى أن خططها تتغير بتغير مسؤوليها، كما أن عدد الأسرّة في مستشفياتها لم يتغير، على رغم ارتفاع عدد السكان. واستغرب وكيل جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور فالح الفالح، ثبات عدد الأسرّة في المستشفيات السعودية، على رغم الزيادة المطردة في عدد السكان. وقال رداً على مداخلة عميد شؤون المكتبات في جامعة الجوف الدكتور جميل الحميد عن نقص الأسرّة في المستشفيات: «إن نمو الأسرّة في المستشفيات خلال الأعوام العشرة الماضية كان بالناقص». وعن مطالبة عضو المجلس البلدي في منطقة الجوف المهندس محمد عصيد بتدريب وتأهيل الأطباء السعوديين، والاستغناء عن الأطباء الوافدين، اعتبر الفالح وجود 28 كلية طب في السعودية مؤشراً جيداً في هذا المجال، مؤكداً أن وجود كليات الطب خارج المدن الرئيسية يسهم في تنمية المجتمعات المحلية، وتقدم وتأهيل الأطباء السعوديين فيها. واتفق وكيل وزارة الصحة سابقاً الدكتور عثمان الربيعة مع عضو هيئة حقوق الإنسان في منطقة الجوف الدكتور علي الرويشد، الذي أكد في مداخلته أن خطط وبرامج وزارة الصحة تتغير بتغير مسؤوليها. وأضاف أن ذلك ضمن سلبيات العمل الإداري، الذي لا تختص به وزارة الصحة فقط، مشيراًَ إلى أن وضع الخطط التنفيذية المركزية في النظام الإداري هو أحد أسباب تعثرها، مطالباً بتطبيق خطط على مستوى المناطق ليتم تنفيذها مباشرة. وعقّب الفالح على هذا الأمر بقوله: «هذه المشكلة عامة، ولا أحد يحاسب الأجهزة في حال تعثرها، والدول المتقدمة تربط خططها الاستراتيجية بأجهزة مستقلة، ولا يتم تغييرها لمجرد تغيير المسؤولين في الوزارات». وفي كلمة المنتدى الذي افتتحه وكيل إمارة منطقة الجوف أحمد آل الشيخ في دار الجوف للعلوم في مدينة سكاكا، أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية فيصل السديري، أن السعودية حققت إنجازات طبية، أكسبتها سمعة عالية في مجالات عدة، كجراحة القلب وفصل التوائم وزراعة الأعضاء، الأمر الذي يستدعي النظر في كيفية تطوير والاستفادة من هذه الإنجازات، مشدداً على أن الوصول إلى ذلك يأتي عبر تأهيل القوى البشرية الوطنية، ورصد الإمكانات المالية، لتوفير البنى التحتية اللازمة، وتوفير الحوافز المناسبة لمستثمري القطاع الخاص من الداخل والخارج، وتسهيل العمليات الإجرائية للقادمين لتلقي الفحوصات والعلاج. وكشف السديري عن شخصية المنتدى في دورته هذا العام، والتي منحت مناصفة بين الدكتور عثمان الربيعة والدكتور فالح الفالح. ونوه مدير جامعة طيبة الدكتور منصور النزهة بشخصيتي المنتدى، وجهودهما في المجال الصحي والكتاب الذي أصدراه "النظام الصحي السعودي... نشأته وتطوره والتحديات التي تواجهه". يذكر أن منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية ملتقى يقام سنوياً بالتناوب في الجوف والغاط، وأقيمت دورته الأولى في الغاط عام 2007. وتشمل فعاليات المنتدى ندوة تتناول موضوعاً ذا أهمية على مستوى الوطن، يدعى لها مجموعة من المتخصصين في موضوع الندوة. وتتضمن فعاليات المنتدى معرضاً لإصدارات المؤسسة، وتكريم شخصية لها إسهام واضح في موضوع ندوة المنتدى.