أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه حصل على تعهدات بمزيد من الدعم الأميركي لمحاربة «داعش»، وذلك خلال محادثات أجراها الإثنين مع الرئيس دونالد ترامب الذي أعرب عن أسفه لانسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011. جاءت تصريحات العبادي، عقب أول لقاء له في البيت الأبيض مع ترامب الذي تولى السلطة في 20 كانون الثاني (يناير)، متعهداً وضع استراتيجية جديدة لهزيمة «داعش» الذي سيطر على مساحات شاسعة من الأرض في العراق وسورية عام 2014. وتمكنت القوات العراقية، حتى قبل توليه السلطة، من استعادة سلسلة من المدن الكبرى، وقلصت مصادر تمويل التنظيم، وأوقفت إلى حد بعيد تدفق الإرهابيين الأجانب، بدعم من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والمستشارين العسكريين. وقال العبادي إن ترامب «بدا أكثر حماسة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما». وأضاف متحدثاً بالإنكليزية في منتدى، عقب لقاءاته في البيت الأبيض: «أعتقد أنهم (الأميركيين) مستعدون لفعل المزيد لمكافحة الإرهاب وأن يكونوا أكثر انخراطاً»، موضحاً أن الجانب الأميركي أكد له أن «الدعم سيستمر، بل سيتسارع». وقال: «لكن بالطبع علينا أن نتوخى الحذر هنا. نحن لا نتحدث عن مواجهة عسكرية بالمعنى الدقيق للكلمة. فإرسال القوات شيء ومحاربة الإرهاب شيء آخر». وأضاف: «من المهم للغاية استمالة السكان المحليين في الموصل». ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم المالي لبلاده. وتابع: «نود أن نرى مزيداً من الأموال كي يتسنى لنا أن نستعيد سريعاً الرخاء والاستقرار في هذه المناطق». وكان العبادي يتحدث، فيما القوات على الأرض تحقق المزيد من التقدم في الموصل، وتستعيد المزيد من الأحياء التي يسيطر عليها «داعش». وأبلغ ترامب إلى ضيفه، خلال لقائهما في البيت الأبيض أنه يعرف أن «القوات العراقية تقاتل بضراوة. والمهمة ليست سهلة. إنها صعبة جداً. جنودكم يقاتلون بضراوة. وأعرف أن هناك تقدماً في الموصل. سنرى ما يمكن أن نفعله». وزاد أن «توجهنا الأساسي هو التخلص من داعش. سنتخلص منه. سيحدث ذلك. إنه يحدث الآن». ويزور العبادي واشنطن قبيل اجتماع لزعماء الدول المشاركة في التحالف ضد «داعش». وتكتسي زيارته أهمية خاصة بالنسبة إليه بعد أن أثمرت مناشدته ترامب رفع العراق من قائمة دول يشملها حظر السفر. وستعقد الدول ال68 اجتماعاً اليوم في واشنطن. وقال العبادي: «أظهرت قواتنا الشجاعة في الموصل لأن تحرير المدينة لم يكن التحدي الوحيد، بل كان عليهم جذب المواطنين إلى جانبهم وتحرير المدينة بأقل خسائر مدنية ممكنة وهذا ما فعلوه». وأضاف: «لقد تمكنا من خلق علاقة قوية وتاريخية بين قواتنا الأمنية وقوات البيشمركة. هناك الآن ثقة متبادلة لم تكن موجودة في تاريخ العراق بين هذه القوات، وهذا مؤشر جيد»، مشيراً إلى أنه «لم يتوقع أن تكون علاقتنا سلسة إلى هذه الدرجة. كانت لدينا خلافات مع الرئيس مسعود بارزاني، لكن صدقوني لم يحصل أي خلاف أو سوء تفاهم بيننا خلال هذه العملية بأسرها». وفي الشأن السياسي، قال: «مع بدء عملية الإصلاح، تحول أقرب الأصدقاء إلى أعداء. لأن الإصلاح لا يعجب ذوو المناصب والنفوذ. أنا محظوظ لأنني على قيد الحياة حتى الآن». وأعرب عن أمله في أن «تجلب الانتخابات المقبلة دماء جديدة»، موضحاً أن «هدفنا أن نجتذب العراقيين للعودة إلى العراق». وعن المخاوف من «الحشد الشعبي»، أوضح أن «القانون المشرع أخيراً يضعهم تحت المسؤولية ليعملوا بحسب قوانين الجيش وأي مجموعة مسلحة خارج هذا القانون ستتم ملاحقتها».