كانت المفاجأة لي وللكثيرين ممن تذوقوا شعر محمود درويش: هل من المعقول أن يخطئ درويش؟ الإجابة جاءت من رياض الريّس: «إنّ الأخطاء التي رصدوها – الشعراء والنقاد – هي أخطاء تتعلق بالوزن والتقطيع والتنقيط والتحريك، ما كان يمكن الشاعر الراحل أن يرتكبها لو كان حياً. وهذه الأخطاء أساءت كثيراً إلى سمعة الشاعر وقيمة الديوان». وهنا يبرز التساؤل الآتي والمشروع: لماذا رفض إلياس خوري تزويد دار الريّس بالنسخة الأصلية بخط الشاعر لقصائده موضوع النقاش؟ فهل يعقل أن يطلع على المخطوط الأصلي بعض الشعراء والنقاد (ديمة الشكر، الحياة 1 – 4 – 2009) ولا يطلع عليه ناشر الديوان الذي تربطه بالشاعر علاقات أقوى من النشر والكتابة؟ ولماذا لم تنشر القصائد الأصلية قبل إجراء أي تعديل عليها من جانب السيد خوري في الديوان؟ إضافة إلى القصائد التي بخط الشاعر درويش والتي عدّلها خوري. لقد حافظ رياض الريّس منذ إنشاء داره عام 1984 على النهج نفسه في التعاطي مع كل الاتجاهات السياسية والدينية. وأصبحت دار الريس من كبريات دور النشر العربية التي لا تهدف إلى تحقيق الأرباح المادية على حساب جودة الكتاب وإيصاله إلى أكبر عدد ممكن من القراء في الوطن العربي، متخطية الكثير من الحواجز المخابراتية والرقابية العربية التي تُمارس دورها بامتياز! وقد ساهمت إلى حدٍ كبير في تشظي الثقافة العربية.