يشعل شيخ المهرجانات الصحرواية في العالم شمعته المئة خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري حيث ستكون بوابة الصحراء التونسية فضاء تجتمع فيه فنون العالم وعاداته بمشاركة دول عربية وأجنبية بينها الأردن ومصر وليبيا والجزائر والسعودية والكويت وفرنسا وروسيا. وكان المهرجان انطلق كتظاهرة احتفالية بداية القرن الماضي (1910)، ليصبح منذ عام 1967 واحداً من أعرق المهرجانات في العالم وقد حاول المنظمون منذ الدورة الرابعة والثلاثين منحه نفساً آخر بعد سنوات من الترهل. ويسعى المهرجان ليكون مرآة صادقة وواجهة تحمل صورة تونس المشرقة إلى كل أصقاع العالم. ويقول المنظمون أن «المهرجان بمثابة بطاقة جميلة تسافر في أنحاء العالم حاملة صورة تونس في عهدها الجديد، أرضاً للحوار واللقاء والتسامح، ولعل الندوات الدولية التي نظمها المهرجان خلال مختلف دوراته بالتعاون مع «كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان» حول مواضيع مختلفة هي أبلغ دليل على قيمة المهرجان في تصدير صورة تونس المضيئة التي كانت دائماً رئة للمتوسط وللصحراء، نابضة بالحياة والتسامح والتلاقح الحضاري. وتحرص إدارة المهرجان على التوثيق له وقد سعت إلى إصدار كتيب حتى يكون بطاقة زيارة تتجول باسم تونس في أصقاع الدنيا حاملة معها الثقافة التونسية وعمقها الحضاري إلى كل الشعوب. أما العناصر الرئيسة التي تميّز المهرجان في كل دوراته، عروض مسرحية من الحياة الصحراوية بساحة حنيش والتي يحضرها يومياً حوالى 70 ألف متفرج، والندوات العلمية والدوار ومسابقات وقراءات في الشعر الشعبي والفصيح والعروض الفنية لنجوم الطرب في العالم والرحلات الصحراوية في عمق الصحراء. ومن أهمها قصر غيلان فضلاً عن لوحات من التراث مثل الصيد بكلاب السلوقي والعرس التقليدي وسباقات المهاري والخيول وعراك الفحول وكرة المعقاف، ومعرض الفنون التشكيلية في دار الثقافة محمد المرزوقي في دوز ومعرض الصناعات التقليدية والمعرض التجاري. واحتفاء بالسنة الدولية للشباب ينظم المهرجان سهرة فنيّة وعملاً استعراضياً ضخماً وجدارية، ويتضمن برنامج هذه الدورة العديد من الفقرات والمواعيد المهمة، تنطلق باستقبال الضيوف في أجواء احتفالية مع الفرق الشعبية من تونس وخارجها في ساحة «7 نوفمبر» في دوز. ثمّ يواكب الضيوف نشاط السوق الأسبوعية للمدينة مع انطلاق المسابقة الشعرية حول «الشباب وتجذير القيم الوطنية» بمشاركة نخبة من شعراء تونس ودول شقيقة. كما سيتمّ افتتاح المعرض السنوي للصناعات التقليدية بمشاركة حرفيين من مختلف جهات تونس بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية وفيه صناعة الجلد والفضّة والحلي والنسيج اليدوي. إلى جانب افتتاح معارض الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية بمشاركة مبدعين من تونس وخارجها وافتتاح معرض «من ذاكرة المهرجان» وزيارة الدوّار الصحراوي الذي يقام تحت الخيام ويجسم نماذج من حياة البدو وترحالهم ومعداتهم التقليدية بمتحف الصحراء بدوز. وسيقدّم عمل مسرحي ضخم بعنوان «قوافل الذاكرة» فكرة وتصور وتصميم وإخراج الفنان صالح الصويعي المرزوقي وفريقه الفني أمّا كلمات العرض فهي للشاعر التونسي جمال الصليعي.