لو أمعنتَ - يا حبيبي - النظرْ لَلَمحتني أَشدُّ وثاق ليلكَ لَعلّك تهنأُ بسباتٍ كاملٍ؛ أو تعتلي نجمة وتتكئ على القَمَرْ. لو فَسّرتَ شكل الغيوم لَقرأتني أُؤلّفُ لكَ ظلّك وأنت تغدو خماصاً؛ وتروح بطاناً... طيراً فيه من سمات البَشَرْ. لو أَعمَلتَ حواسك كُلها لَعددّتني أَرفعُ لكَ ذِكرك خمس، سادسها فؤادي. فانعم بما دونها من سمعٍ أو بَصَرْ. لو ردّدتَ حروف الأبجدية لاستحضرتني أُلبّي لكَ أمرك راءٌ فألفٌ ففاء، وحسبها العينُ تُقضي من شوقكَ الوَطَرْ. لو طَهوتَ حماماً زاجلاً لتذوّقتني أُنضِجُ لكَ سُؤالك فتصبرَ على ما لم تُحِط به علماً، وما لم يأتكَ من الخَبَرْ. لو أَعلنتَ علامةَ التّرقيم لَسمعتني في صَدى صوتك أُحبكَ؛ والبعدُ قَدَرْ. أُحبكَ؛ وأَرفضُ أن أُعيدَ النَظَرْ.