يبدأ اليوم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف الشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال، ميغيل فرنانديز، زيارة لتونس تستمر يومين على رأس وفد اقتصادي كبير، في خطوة تعكس رغبة الولاياتالمتحدة بتطوير علاقاتها معها. ويذكر أن فرنانديز هو أيضاً مسؤول عن مكتب مساندة التجارة الأميركية والقطاع الخاص في الخارج، وسيعمل خلال اللقاءات التي يجريها اليوم وغداً مع رجال أعمال من «الاتحاد التونسي للصناعيين والتجار» ومع مسؤولين حكوميين، على تنشيط التبادل التجاري مع تونس والتشجيع على الاستثمار فيها. ولم يتوصل التونسيون والأميركيون خلال مفاوضات سابقة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، الى اتفاق لإنشاء منطقة تجارة حرة، أسوة بذلك الذي وقعه المغرب مع الولاياتالمتحدة في الفترة ذاتها. وأكد وزير التجارة التونسي رضا بن مصباح في ندوة نظمتها أخيراً «غرفة التجارة التونسية - الأميركية»، أن بلده مستعد لمفاوضات جديدة تُتوج باتفاق للتبادل التجاري الحرّ. وعزا عدم التوصل إلى اتفاق في الأعوام الماضية إلى «استعجال الجانب الأميركي»، وقارنه بالأسلوب المرحلي لاتفاق الشراكة الذي توصلت إليه تونس مع الاتحاد الأوروبي في عام 1995، واستغرق تنفيذ بنوده أكثر من عشر سنوات بالتوافق بين الجانبين. وكان الكونغرس الأميركي فوّض إدارة الرئيس بوش الابن إجراء مفاوضات في فترة زمنية محدودة مع أربع دول عربية، بينها تونس، للتوصل إلى اتفاقات للتجارة الحرة، إلا أن المفاوضات أثمرت اتفاقات مع ثلاث دول، بينها المغرب، وأخفقت مع تونس. واعتبر المدير التنفيذي ل «غرفة التجارة التونسية - الأميركية» منذر خنفير أن تلك الصفحة طُويت نهائياً، لأن الكونغرس لم يُعط تفويضاً مماثلاً لإدارة الرئيس باراك أوباما، إلا أنه لم يستبعد إيجاد صيغ أخرى لتعزيز المبادلات الثنائية. وحضّ حاكم المصرف المركزي التونسي توفيق بكار خلال زيارة إلى واشنطن في تشرين (أكتوبر) الماضي، رؤساء مصارف وشركات أميركية على الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تمنحها تونس للمستثمرين الأجانب. وكان يتحدث في ندوة نظمتها مجموعة «بيت التمويل الخليجي» البحرينية في واشنطن، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي، للتعريف ب «مشروع المرفأ المالي» الذي ستنجزه الحكومة في الساحل الشمالي للعاصمة تونس. وزار وفد من ممثلي شركات تونسيةالولاياتالمتحدة الشهر الماضي للترويج للمنتجات المحلية. وفي السياق ذاته، أفاد رئيس «غرفة التجارة التونسية - الأميركية» نازه بن عمار بأن البلدين يدرسان تسيير رحلات جوّية مباشرة بين تونسوواشنطن، اعتباراً من العام المقبل. وارتفعت الصادرات التونسية إلى أميركا 30 في المئة خلال الأعوام الخمسة الماضية، وهي مكوّنة أساساً من منتجات زراعية ومجوهرات طبيعية ومعادن ومنسوجات، إلا أن حجمها يشكل أقل من 2 في المئة من الحجم الإجمالي لصادرات البلاد. وحلّت تونس في المرتبة 92 بين المصدرين إلى الولاياتالمتحدة. وتُعزى ضآلة التبادلات إلى ضعف الترويج وقلّة معرفة المستهلك الأميركي بالمنتجات التونسية، بخاصة زيت الزيتون الذي تُعتبر تونس رابع منتج عالمي له، لكنها لا تُسوق منه سوى كميات ضئيلة في الولاياتالمتحدة.