كم هي جميلة الدنيا عندما يبدع الجميع في رسم تلك اللوحة الباهرة لتتناسق ألوان الحياة في مخرجات لا مثيل لها، ليتكاتف الصغير قبل الكبير لتحقيق الأمل، لنفخر بما أنجزنا في ساحة الحياة الرحيبة، ولكن لنرى ما يعكر ذاك الصفاء والنور الوضاء بأفكار هادمة للإبداع، متمسكة بالتخلف الفكري والتشدد المنبوذ، لتمسح البسمة وتُطفئ شمعة العلم والفائدة، لتستتر وتتقمص برداء الدين، لتقتل تلك الحماسة والمرح، وبسمة طفل وفرح، نعم ذاك هو الواقع المرير الذي نعيشه. قبل أيام وقفنا على ضفاف النجاح الباهر لمهرجان «الحماية من العنف الأسري» بالمدينة المنورة، لنرسم الابتسامة على محيا ما يقارب خمسة آلاف طفل، ونغرس فيهم القيم والعادات بأسلوب اعتمد على الترفيه البحت، لنبصر تكاتفاً وتعاطفاً اجتماعياً حوى الجميع في نبض واحد. ولكن لنرى رجالاً حوتهم الغيرة من التقدم وتبصرة المجتمع بشتى فئاته، لنرتقي بأنفسنا والجيل الواعد بإذن الله، للمحاولة بشتى الطرق والوسائل لإيقاف هذا العمل بحجج واهية، ظاهرها قال الله وقال رسوله «صلى الله عليه وسلم» وباطنها الرجعية البحتة. علي أن أسأل النفس مراراً وتكراراً: أهو الدين يأمر بذلك؟ أهي الفطرة والسجية البشرية؟ ولكن ليزداد تأملي وتفكيري ولكن بلا جدوى. جميعنا يعلم بأن مضمار الحياة يكسب المرء تلك الخبرة اللازمة للتواصل مع بني البشر، خصوصاً مجال النصح لتزداد الخبرة يوماً عن سابقه، ولكني أبصر أسلوباً تخجل النفس معاملة غير بني الإنسان به، فما بالكم ببني البشر. يقول عباس العقاد: «إن الجاهل أعدى لأمته من أعدى أعدائها! وما نُكب الإسلام كما نُكب من أبنائه الجاهلين»! ولكن كيف يستطيع المتخلف حضارياً أن يُقنع المتحضّرين – ولو مادياً – باعتناق مبدئه؟! يقول العلامة الغزالي: «إن امتلاك الحياة الدنيا عن قدرة وخبرة هو السبيل لنصرة المبادئ». فتلك الصفعة الأولى، لتتبعها الثانية من سلطة ثالثة، بنشر خبر عاجل بإيقاف العرض من دون التأكد والتأكيد، مخالفين بذلك الواقع، لتضيع الأمانة في النقل والنشر لتفنى أخلاق الكاتب الحميدة بمعنى الكلمة. لا أعلم ماذا أقول، فعندما نرى ونسمع الأحاديث نظن جميعاً بأننا قوم بلغنا العلا وسنصل للقمة بخطى ثابتة، ولكن ذلك يخالف الواقع المرير، فكنا وسنظل دوماً من دول العالم الثالث، ليست نظرة تشاؤمية من المستقبل، ولكن ذاك هو الواقع الدامي بكل معنى الكلمة. عضو اللجنة الإعلامية بمشروع التطوع [email protected]