رفضت القاهرة في شدة الانتقادات الصادرة عن واشنطن بخصوص تجاوزات قالت إنها شابت انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) التي أُعلنت نتائج جولتها الأولى أول من أمس وتجري جولتها الثانية الحاسمة (جولة الإعادة) الأحد المقبل. واعتبرت مصر أن التعليقات الأميركية «تدخل غير مقبول في شؤون مصر الداخلية». وكانت واشنطن وجّهت انتقادات إلى النظام المصري، هي الأكثر حدة منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وأعرب الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايكل هامر في بيان أول من أمس عن «إحباط» البيت الأبيض بسبب «موقف الحكومة المصرية قبل الانتخابات وخلالها». وقبيل هذا البيان بساعات، كانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بياناً قالت فيه إن «التقارير التي جاءت من مراقبين محليين للمجتمع المدني وممثلي مرشحين ومسؤولين حكوميين عن سير الانتخابات تشكل مصدر قلق لنا» و «نشعر بخيبة أمل من التقارير في المرحلة التي سبقت الانتخابات من عرقلة أنشطة الحملة الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال مؤيديهم ومنع بعض أصوات المعارضة من الوصول إلى وسائل الإعلام». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي إنه من المؤسف أن يتم إصدار هذه البيانات من دون انتظار إعلان اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية للجولة الأولى (وهو ما تم مساء أول من أمس)، وما اتخذته هذه اللجنة المستقلة والمحايدة من إجراءات للتعامل مع ما تم إبلاغها به من تجاوزات استعداداً للجولة الثانية المقررة الأحد المقبل، مشيراً إلى أن ذلك «يكرس الانطباع بوجود مواقف أميركية سلبية ومسبقة من الانتخابات الاشتراعية المصرية». وكانت واشنطن استبقت إجراء الانتخابات بالإعراب عن قلقها من حال الحريات في مصر وطالبت النظام المصري بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وهو موقف رفضته الحكومة المصرية والحزب الوطني الديموقراطي الحاكم واعتبراه تدخلاً مرفوضاً في الشأن المصري. والشد والجذب بين واشنطنوالقاهرة بخصوص الحريات وحقوق الإنسان كان سمة العلاقات بين البلدين أثناء فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش، إلا أن هذا الأمر توارى كثيراً منذ تولى أوباما السلطة إلى أن فجرته الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها الحزب الحاكم في جولتها الأولى وينتظر أن يواصل حصده لمقاعد البرلمان في جولتها الثانية في ظل منافسة أعضائه بعضهم بعضاً في غالبية دوائر الإعادة. ولم تفز جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، أكبر فصيل معارض، بأي مقعد في الجولة الأولى.