خلال حديث سابق لبرنامج «في المرمى» ذكر نائب رئيس اتحاد كرة القدم السعودي الأمير نواف بن فيصل أن النية كانت تتجه نحو إقالة المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو من تدريب المنتخب عقب الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، غير أن خبراء لجنة التطوير – والحديث للأمير – اجتمعت مع المدرب وناقشته في طريقة عمله، ثم رفعت توصية بالإبقاء على بيسيرو ووصفته بأنه من خيرة المدربين والأصلح لقيادة المنتخب السعودي في المرحلة المقبلة... كثيرون استمعوا إلى ما قاله الأمير نواف وتعاطفوا مع بيسيرو على اعتبار أن المنتخب أيضاً لم يخسر تحت قيادته، فضلاً عن توصية لجنة الخبراء التي لا ترتقي إلى الشك، خصوصاً أن الخبراء من أصحاب العيون الزرقاء يمتلكون من الحكمة وحسن التدبير ما يجعلهم فوق رتبة الشك، لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم !!. ولعل الشارع الرياضي عقب مباراة قطر الأخيرة بات أكثر قناعة بأن المنتخب السعودي لا يمكن أن يحقق الكثير بوجود هذا البيسيرو، فالأخطاء نفسها تتكرر والارتباك وعدم القدرة على اختيار عناصر التشكيلة أصبح أمراً لا يحتاج إلى برهان، ويكفي أن المنتخب لا يمكن أن يخوض مباراتين متواليتين بتشكيلة واحدة حتى لو كانت النتيجة فوزاً... واللافت أن الشارع الرياضي لم يتقبل التأهل إلى الدور الثاني بتلك الطريقة، ما يقطع الطريق على أنصار «لو» الذين يتحدثون دائماً على طريقة لو فاز أو تأهل فريقنا لكتبتم قصائد في المدرب !! ... ومع الأسف أن مصيبتنا ليست في بيسيرو وحده، بل تعدى الأمر إلى وجود الخبراء الأجانب الذين منحوا تزكيتهم للمدرب، ما يجعلنا نشك في أن هؤلاء الخبراء يتابعون مباريات المنتخب أصلاً. لا أعتقد أن المنتخب السعودي سيفعل الكثير في بطولة كأس الأمم الآسيوية الشهر المقبل في الدوحة، لأن مهازل بيسيرو لن تتوقف، ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الخبرة لمعرفة أنه لا يمتلك رؤية واضحة ولا حتى قدرة على إدارة المباريات... وإذا كنا ننتقد بيسيرو فنحن نوجه نصيحة للقائمين على المنتخب السعودي بإقالة المدرب عقب كأس آسيا وإعادة النظر في وجود خبراء التطوير الأجانب، لأن ما يحدث عبث حقيقي لا يرجى منه تطور ولا إنجازات، خصوصاً أن بيسيرو بدأ «يخترع» ما ليس في عالم كرة القدم ولجنة الخبراء ترى في تلك الاختراعات وجهة نظر تستحق التقدير، حتى أصبحنا لا نعرف من المصيب ومن المخطئ، غير أن إزالة اللبس ستكون في النتائج، فإما أن يحرز المنتخب كأس آسيا ويكتسح الخصوم في الدوحة وحينها سنعترف بأننا نتحدث بما لا نفقه، وإما أن يواصل الأخضر نتائجه السلبية وتعادلاته المتواصلة وحينها يجب أن يعترف المسؤولون عن المنتخب أن بيسيرو وطابور الخبراء الأجانب مجرد كذبة لا تليق بمن يصدقها! [email protected]