قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه تم الاتفاق على أهمية الوقوف إلى جانب المجلس الرئاسي الليبي والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مطالباً الأطراف الليبية بالانخراط في عملية نقل السلطة سلمياً. وأوضح في مؤتمر صحافي عقب ختام اجتماع رباعي دولي في مقر الجامعة خُصص لبحث الوضع الراهن في ليبيا، أن الاجتماع تناول التطورات على الساحة الليبية والجهود التي يمكن أن تقوم بها المجموعة الرباعية لدعوة الأطراف لضبط النفس، والامتناع عن أي إجراء يصعد الموقف على الأرض. وأعلن أبو الغيط أن مبعوث الجامعة إلى ليبيا سيتوجه إلى طبرق الأسبوع المقبل لاستكمال المشاورات مع الأطراف الليبية واستكمال جهوده مع كل الأطراف وفي كل المناطق. وكانت المجموعة المشكّلة من الجامعة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة اجتمعت بدعوة من أبو الغيط لبحث جهود حل الأزمة الليبية سياسياً. وأكد بيان صادر عن الاجتماع التزام المجموعة الرباعية سيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقّع في الصخيرات، مع تأكيد الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية. وشارك في الاجتماع الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الدعم الدولية في ليبيا مارتن كوبلر. وأشادت المجموعة الرباعية بالجهود الإقليمية المبذولة لتوسيع رقعة التوافق بين أصحاب المصلحة الليبيين المؤثِّرين ضمن الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي. وأقرّت المجموعة في هذا السياق بالدور المهم الذي تلعبه آلية دول الجوار الليبي في دعم العملية السياسية. ودانت المجموعة الرباعية بشدة حالات اندلاع العنف بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت في 3 آذار (مارس) الجاري، كما طالبت بالوقف الفوري للعمليات العسكرية والتخفيف من حدة الوضع. وطالبت المجموعة الأطراف الليبية كافة بالحفاظ على البنية التحتية الاقتصادية والنفطية، مشددة على الحاجة إلى وجود مؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة، يجب الاستمرار في السماح لها بالاضطلاع بكامل مسؤولياتها على كل منشآت النفط في البلاد، مشددة على أن نفط ليبيا وثرواتها القومية يجب أن تُستخدم لمصلحة كل الليبيين ويجب أن تمر من خلال الآليات الليبية الشرعية. وأعربت المجموعة عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الأخير للعنف في العاصمة طرابلس، وطالبت الرباعية المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في أنحاء المدينة. وشددت المجموعة الرباعية على أنه لا ينبغي لهذه التطورات أن تقوّض الخطوات المهمة التي اتخذتها الأطراف الليبية والتي دعمتها الجهود الدولية والإقليمية لصياغة توافق عريض وشامل في اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي. كما أقرت المجموعة الرباعية بمسؤولية جامعة الدول العربية في تشجيع التسوية السلمية للوضع في ليبيا، كما رحبت بمساندة الاتحاد الأوروبي لعملية دفع الانتقال السياسي الشامل لليبيا، وجهوده في تثبيت الاستقرار وإعادة التأهيل بما في ذلك صفقة المساعدات متعددة الجوانب بقيمة تزيد على 120 مليون يورو وتعاونه مع السلطات والمؤسسات الليبية لتعزيز قدراتها على معالجة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية. وشددت المجموعة الرباعية على أنه لا يوجد أي حل عسكري للصراع وعلى أنه لا تمكن تسوية الوضع الراهن والمأزق السياسي إلا من خلال الحوار والتزام كل الأطراف وأصحاب المصلحة الليبيين بحل خلافاتهم بشكل توافقي في إطار الاتفاق السياسي الليبي. وأكدت المجموعة أهمية وجود جيش ليبي متماسك ومحترف يعمل تحت هيكل قيادة موحدة. وأعربت عن قلقها البالغ إزاء التهديد الذي يمثله الإرهاب بالنسبة إلى ليبيا ودول الجوار والمنطقة، وأثنت المجموعة على التصميم الليبي لمحاربة الإرهاب في سرت وبنغازي وأماكن أخرى. ودان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح ما قامت به الميليشيات الإرهابية من إطلاق نار على المتظاهرين في مدينة طرابلس فيما كانوا يعبرون عن مطالبهم سلمياً.