نعلم أن نظافة منطقة الرياض وتجميلها وتنظيمها هو ما يشغل هاجس القائمين على هذه العاصمة البيضاء، وعلى رأسهم أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فهناك حفريات الصرف الصحي، التي تدور رحاها في أحياء مختلفة من مدينة الرياض، وسفلتة الطرق في الأحياء عامة، كل ذلك في نهاية الأمر ينعكس خدمات ينعم بها المواطن. ولكن عندما نجد أن هناك تضارباً في العمل، وهناك من يعمل بكل جد واجتهاد في حفر مجاري الصرف الصحي، ونجد أيضاً من تعود على الإهمال في إنجاز العمل، أو في تكملة عمل الصرف الصحي، بترك بعض الشوارع من دون حفر أو توصيلات الصرف الصحي، ويذهب لتكملة عمله في أحياء أخرى ولا يعود مرة أخرى، يكون أخلّ بالعقود التي وقّعها وتسلم بموجبها مبالغ. أتحدث عن شارع الشويخ في حي الروابي شرق الرياض، والحال نفسها تنطبق على شارع آخر في الحي، فهذان الشارعان لم تكتمل فيهما إجراءات حفر الصرف الصحي التي تطفح فيها خزانات الصرف الصحي، خصوصاً في سوق الربوة وفي شارع الشويخ، إذ تؤذي هذه الحفر المصلين الذين يذهبون إلى المسجد أو السوق، والسبب في ذلك يعود إلى عدم إكمال العمل على ربط الحفر بالشبكة العامة في الحي كما تم في بقية الأحياء الأخرى المقاربة من حي الربوة. ومن ناحية ثانية، يتكرر المشهد الذي نشاهده دائماً، إذ فور أن اكتملت السفلتة فوجئنا بشركة أخرى متعاقدة مع شركة الكهرباء تبدأ في حفر الشوارع من جديد لإيصال الإنارة إليها. والعجيب أن ترى شوارع أصبحت جميلة بعد السفلتة، والآن تتعرض لأعمال شركة أخرى لحفر ما سفلت من جديد لإيصال أسلاك كهرباء الإنارة الجديدة. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يكون هناك تنسيق عند الشروع في الأعمال، سواء كانت حفريات الصرف الصحي أو سفلتة الطرق أو تمديد الكهرباء؟ فبدلاً من تشويه الشوارع وإزعاج أهالي الحي أو المارة، يفترض أن ينظر إلى الأمر بجدية أكثر، ويتم تلافي هذه الأخطاء التي ما زلنا نعاني منها منذ عقود، خصوصاً أن الأمر لا يقتصر على الإزعاج، بل يتعدى ذلك إلى زيادة في المصروفات والنفقات يمكن تقليلها بشيء من التنسيق. من هذا المنطلق نأمل من المسؤولين في أمانة مدينة الرياض، الذين لاحظنا اهتمامهم الكبير بتطوير الخدمات في العاصمة، العمل سريعاً على تلافي هذه الأخطاء، وإلزام المؤسسات الخدمية بعدم تشويه ما تقوم به الأمانة من جهود في سبيل تجميل الرياض. لا نريد لما دار أو تم في حي الروابي في مخرج 14 أن يكون هو ديدن تلك الشركات التي تهدم وتشوّه. إن تنسيق العمل بين تلك الشركات المنفذة هو من أبجديات العمل الصحيح، لتبدو أجمل مدينة نتباهى بها وسط تلك المدن الأخرى في مملكتنا التي نعتز ونفتخر بها.