جاء تأهل منتخبات السعودية والكويت عن المجموعة الأولى والعراق والإمارات عن المجموعة الثانية خلال المرحلة الأولى من دورة «خليجي 20» في عدن منطقياً، واستحقت هذه المنتخبات المشاركة في نصف النهائي الذي ينطلق يوم الخميس عطفاً على ما بذلوه من عطاء وجهد خلال المباريات الثلاث الماضية، فعلى رغم التذبذب العام في مستويات المنتخبات الخليجية عموماً باستثناء المنتخبين الكويتي والإماراتي، إلا أن من واصل المنافسة يستحق هذا الوجود، الذي ربما يساعد في أن نشاهد مباريات تنافسية يكون المستوى الفني حاضراً فيها وبقوة، وتكون الإثارة في قمتها جراء انكشاف الأوراق ما بين المنتخبات، وارتفاع مستوى الانسجام لدرجات مثالية، وهو ما ينعكس إيجابياً على تفاعل اللاعبين فوق المستطيل «الأخضر»، خلال دقائق المباراة، وتكون الخيارات متعددة أمام كل مدرب لرسم طريقة اللعب الملائمة لكل مباراة. الكويت في «فورمة» مثالية الإشادات التي نالها منتخب الكويت من المحللين والنقاد بتسجيله الأفضلية في مباريات المرحلة التمهدية لم يأتِ من فراغ، بل كان «الأزرق» في «فورمة» جيدة مكنته من تصدّر مباريات المجموعة من دون أن تهتز شباكه بأي هدف، علاوة على تسجيل لاعبيه 4 أهداف من أصل 3 مباريات، فكان اعتماد لاعبي الكويت على جماعية الأداء وترابط الصفوف الميزة الأبرز في تفوقه الميداني خلال المباريات الثلاث، وإن كانت هناك بعض الدقائق قاسية وتسببت في إحداث ارتباك في مناطق الخطر الكويتية، كما حدث في ركلة الجزاء «الضائعة» من لاعب المنتخب السعودي محمد الشلهوب، أو في الهدف «الصحيح» من مهاجم منتخب قطر سبستيان الذي تم إلغاؤه من المساعد الأول لحكم المباراة، لكن في المحصلة النهائية يعتبر منتخب الكويت «الأفضل» استقراراً في الأداء، وحتى في تقديم بعض الوجوه الصاعدة، كما يحدث مع النجم الموهوب فهد العنزي، والهداف يوسف ناصر، إضافة إلى إبداع بدر المطوع ووليد علي والحارس «المخضرم» نواف الخالدي، وتعتبر مباراته المصيرية أمام منتخب العراق أحد الاختبارات «الصعبة» أمام هذه التوليفة المميزة لمنتخب الكويت. «الأبيض» الإماراتي في تصاعد سار المنتخب الإماراتي بخطى ثابتة إلى الصفوف الأمامية من دون أن تكون الأنظار موجّهة إليه، ومستفيداً من ارتفاع التجانس والانسجام بين لاعبيه حديثي التجربة مع المنتخب الإماراتي، فعلى رغم غياب أبرز لاعبي «الأبيض» عن دورة الخليج المرتبطين بالمنتخب الأولمبي، ولاعبي الوحدة، إلا أن «تصاعد» مؤشر المنتخب من مباراة إلى أخرى كان لافتاً للمحللين والنقاد، الذين قدموا «الإشادة» مع أول مباراة أمام منتخب العراق، التي كان فيها لاعبو المنتخب مترابطين، ومتماسكين من أجل الخروج من أول مباراة بنقطة أمام منتخب يعتبر المرشح الأكبر للحصول على اللقب، وكانت الاستفادة الفنية والمعنوية كبيرة من التعادل أمام العراق، لذلك كان الأداء متوازناً أمام حامل اللقب منتخب عمان، وهو ما مكّن الإمارات أيضاً من التركيز على عدم الخسارة في المقام الأول، ومن ثم السعي لمحاولة خطف هدف في هذه المباراة، وكانت نتيجة التعادل أمام عمان «منطقية» وأبقت الحظوظ قائمة من أجل التأهل، خصوصاً ونتائج مباريات هذه الدورة قربت حظوظ التأهل في المباراة الحاسمة أمام البحرين، التي «أبدع» خلالها لاعبو الإمارات في السيطرة والاستحواذ على مجرى المباراة، واستفادوا جيداً من الهدف الباكر لسبيت خاطر في الدقيقة (4)، وسجلوا هدفين آخرين وضعتهم في صدارة هذه المجموعة، وتنتظرهم مباراة في قمة الصعوبة أمام منافسهم المنتخب السعودي، مباراة تبدو الحظوظ فيها متساوية بشكل كبير. العراق يتراجع البداية القوية للمنتخب العراقي في مباراته أمام الإمارات وإن كانت من دون أهداف، إلا أنها لم تشهد تصاعداً في المستوى الفني في المباراة الثانية، التي فاز فيها الفريق على البحرين بنتيجة ثلاثة أهداف في مقابل هدفين، مباراة «استفزت» أبناء الرافدين، ووضحت فيها الملاحظات الفنية على عدد من اللاعبين، فعلى رغم اجتهاد مدرب المنتخب سيدكا في سد ثغرة الظهير الأيسر والاعتماد على مهدي كريم، إلا أن هذا التوجّه جاء على حساب لاعب ربما تكون له أدوار مميزة في الوسط الأيمن، وعانى منتخب العراق خلال المباريات الثلاث من عدم وجود بدلاء ذوي كفاءة فنية يكونون دعامة حقيقية للمنتخب، خصوصاً أن أهم محاور لعب الفريق تتمثل في اللاعبين نشأت أكرم وعماد محمد وهوار ملا البعيدين جداً عن أجواء المباريات الفعلية، نتيجة عدوم وجودهم في أندية خلال الأشهر الماضية، ويعتمد منتخب العراق كثيراً على الروح القتالية لدى لاعبيه عطفاً على اجتهادات يونس محمود الهجومية، والدعم من علاء الزهرة وعماد محمد، إضافة إلى المساندات المتقطعة التي يقوم بها قصي منير، ويعتبر دفاع العراق وحارس مرماه أبرز خطوط الفريق خلال الجولات الثلاث، وتنتظر المنتخب مباراة من العيار الثقيل أمام «الأزرق» الكويتي، التي تصنّف بمباراة النهائي المبكر، لأن كلا المنتخبين يستحق المشاركة في المباراة الختامية عطفاً على ما قدماه خلال المباريات الثلاث.