برادلي مانينغ الجندي الشاب الذي يعتقد انه مصدر الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس وسببت احراجا للدبلوماسية الاميركية، خبير في شؤون الاستخبارات معروف بمثاليته ونضاله دفاعا عن مثليي الجنس في الجيش. ولم يوضح المسؤولون عن موقع ويكيليكس كيف حصلوا على 250 الف مذكرة دبلوماسية من وزارة الخارجية، كشفت الاحد. لكن الشكوك تحوم حول هذا الجندي البسيط الذي يبلغ من العمر 23 عاما، ذي الوجه الطفولي. وقد اعتقل في ايار/مايو بعدما نشر ويكيليكس شريط فيديو يتضمن خطأ ارتكبه الجيش الاميركي في العراق. وبرادلي مانينغ المولود في اوكلاهوما (جنوب) التحق بالجيش في 2007 بعد طفولة تعرض خلالها لمضايقات رفاقه لانه مثلي الجنس وبسبب افكاره. لكنه اكتشف بسرعة كبيرة في قاعدته في محيط بغداد صرامة قواعد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وخصوصا القانون "لا تسأل ولا تخبر" الذي يفرض على مثليي الجنس اخفاء ميولهم الجنسية والا يكون عليهم ترك الجيش. ويسعى البيت الابيض لدفع الكونغرس الى الغاء هذا القانون الذي اقر في 1993، قبل نهاية السنة الجارية. وبرادلي من اشد معارضي هذا القانون وقد تحدث بشأنه الى اصدقائه حسبما ذكر لوكالة فرانس برس العضو القيادي في لجنة دعم الشاب، بعيد نقله في تموز/يوليو الى سجن اميركي في فيرجينيا (شرق). وقال ان "مانينغ وجد نفسه شبيها بشعبي العراق وافغانستان اللذين عانيا من السياسة الحربية للحكومة" الاميركية. واضاف "في المقابل كان ينتابه الشعور نفسه كعضو في اقلية تعامل بشكل غير عادل في الجيش الاميركي والمجتمع الاميركي بشكل عام". ويرى بعض المقربين منه في تصريحات ادلوا بها هذا الصيف لصحيفة نيويورك تايمز ان برادلي مانينغ قد يكون مدفوعا "بيأسه من القبول به". وبصفته محلل للاستخبارات، كان يطلع على كمية من المعطيات عبر شبكة "سيبرن" (سيكريت انترنت بروتوكول روتر نيتوورك) المحمية وهي نظام خاص لتقاسم افضل للمعلومات بين مختلف فروع الحكومة الاميركية. وفي احاديث على الانترنت مع قرصان معلوماتية شهير هو ادريان لامو، كشفتها مجلة "وايرد" يمرر الشاب مانينغ سرا مؤكدا ان "شخصا ما" يعرفه جيدا "نسخ بيانات شبكات سرية" وسلمها الى "استرالي ابيض الشعر" هو جوليان اسانج احد مؤسسي ويكيليكس. والشخص الذي تحدث عنه هو مانينغ نفسه الذي كان ينقل المعلومات على اقراص مدمجة كانت تحوي سابقا اغاني الليدي غاغا. وكتب للامو الذي وشى به لدى السلطات ان "هيلاري كلينتون وعشرات الآلاف من الدبلوماسيين في العالم سيصابون بنوبات قلبية عندما يستيقظون ويجدون ان فهرسا كاملا من البرقيات السرية حول السياسة الخارجية اصبح في متناول الجميع". ومطلع تموز/يوليو، وجهت الى برادلي مانينغ ثماني تهم جنائية واربع تهم اخرى تتعلق بانتهاك النظام العسكري. وقد اتهم "بنقل معلومات سرية على جهاز الكمبيوتر الخاص به" وبانه جمع بطريقة غير مشروعة "اكثر من 150 الف برقية دبلوماسية، حسبما ورد في محضر الاتهام. واذا ادين قد يحكم عليه بالسجن 52 عاما.