فيما أفاد البيان المشترك الصادر مساء أول من أمس عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والموفد الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، بأن اللقاء الثاني بينهما «سجل تقدماً في مسألة البناء في المستوطنات»، وأن الاتصالات في هذه المسألة بين البيت الأبيض ومكتب نتانياهو ستتواصل، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس عن وزير إسرائيلي التقى رئيس حكومته بعد لقائه الأول مع غرينبلات الإثنين الماضي، قوله إن نتانياهو بدا قلقاً جداً على خلفية «الطلب الواضح من الرئيس الأميركي تزويده صيغة واضحة تتضمن لجماً جدياً للبناء في مستوطنات الضفة الغربية». وكتب المراسل السياسي للصحيفة باراك دافيد أنه مع إنهاء غرينبلات زيارته التي استمرت أربعة أيام، يتبين لإسرائيل اليوم أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تختلف عن سابقتها لجهة رؤيتها ضرورة لجم مسألة الاستيطان لتحريك عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف المراسل أنه خلافاً للصورة المستخِفة بالموفد الأميركي الخاص التي رسمتها صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن كل من التقاه في الجانبين الإسرائيلي (اليمين واليسار على السواء) والفلسطيني، خرج بانطباع أنه «موفد جدي ونزيه»، وفق ما كتبت وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني. وأضافت أنه «لا شك في أن الرئيس ترامب ملتزم حقاً السلام، وهذه بشرى جيدة، والأمر لن يكون سهلاً، لكن ثمة بارقة أمل». ولفت المراسل إلى أن غرينبلات، خلافاً لموفدين سابقين، اهتم بلقاء فلسطينيين في القدسالمحتلة وفي مخيم الجلزون، وإسرائيليين في القدس الغربية وقادة مستوطنين، وطلاباً جامعيين فلسطينيين وإسرائيليين، وسكاناً من غزة ورجال دين يهوداً ومسيحيين ومسلمين. وأردف أن غريبنبلات حرص على التأكيد لجميع من التقاهم أن ترامب جاد جداً في حديثه عن رغبته في التوصل إلى «الصفقة الأفضل الممكنة»، وأن الموضوع يحتل مرتبة عالية في سلم الأولويات. ونقل المراسل عن وزير رفيع من «ليكود» قوله إنه خرج بانطباع أن ترامب «وضع نصب عينيه تحقيق معجزة إسرائيلية– فلسطينية»، وأنه لا يستبعد أن يطرح بعد نصف عام صفقة على الطاولة تلزم الأطراف اتخاذ قرارات». وبرأي دافيد، فإن وزراء اليمين الذين عاشوا، مع انتخاب ترامب، فانتازيا نهاية حل الدولتين والحصول على ضوء أخضر دائم لمواصلة الاستيطان، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وحتى ضم الضفة الغربية، باتوا يشعرون في الأسبوع الأخير أن فرحتهم كانت سابقة لأوانها، وأن المقاربة الأميركية عكسية تماماً. ونقل المراسل عن وزير رفيع التقى نتانياهو، قوله إن الأخير «يشعر بأن عليه تربيع الدائرة من خلال تفادي مواجهة مع الرئيس ترامب، أو أخرى مع المستوطنين»، مضيفاً أن الرئيس الأميركي طلب من نتانياهو توضيح احتياجاته في موضوع الاستيطان في موازاة لجم البناء في المستوطنات «ليُحشر نتانياهو في زاوية لا يعرف كيف يخرج منها». وعزا الوزير عدم سفر نتانياهو إلى المؤتمر السنوي ل «آيباك» آخر الشهر إلى عدم نجاحه في بلورة رد ينتظره الرئيس الأميركي. وتابع الوزير: «خرجت بشعور أن نتانياهو بدأ يشتاق ل(الرئيس السابق باراك) أوباما».