اتهمت تركياهولندا بانتهاج ممارسات ديبلوماسية «قروسطية»، معتبرة أن قضاءها «أكثر عدلاً واستقلالية» من القضاء الألماني. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم ألمانيا ب «الفاشية» وب «ممارسات نازية»، لإلغائها تجمّعات كان سيشارك فيها وزراء أتراك، للترويج لتحويل النظام رئاسياً في بلادهم. كما وصف هولندا ب «فلول النازية»، لمنعها تجمّعاً مشابهاً في روتردام. وحضّ أردوغان الأتراك المقيمين في أوروبا على إنجاب 5 أطفال، معتبراً أن ذلك سيشكّل «أفضل ردّ على الظلم ضدهم». وخاطبهم قائلاً أمس: «اقطنوا في أحياء أفضل، وفي أفضل المنازل، وقودوا أفضل السيارات. لا تنجبوا ثلاثة أطفال، ولكن خمسة، لأنكم مستقبل أوروبا». وأشار وزير العدل التركي بكير بوزداغ إلى توجيهه رسالة إلى نظيره الألماني هايكو ماس، بعدما وجّه الأخير إليه رسالتين اثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. وأضاف انه لم يجد في الرسالة الأولى «ما يستحقّ الرد عليه»، مستدركاً أنه رأى لدى وصول الرسالة الثانية، «ضرورة الرد على الاثنتين». واعتبر أن «الأحكام التي تبنيها أوروبا في شأن تركيا تستند إلى دعاية زائفة تروّجها تنظيمات إرهابية وامتداداتها في أوروبا»، معدداً «حزب العمال الكردستاني» وأنصار الداعية المعارض فتح الله غولن وتنظيمات يسارية. وشدد على أن «القضاء التركي أكثر استقلالية وعدلاً من نظيره الألماني»، وزاد: «الفضيحة الديبلوماسية الهولندية بمثابة تطبيق لمفهوم قروسطي في القرن الواحد والعشرين». وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل سخرت من اتهامات أردوغان بدعمها «إرهابيين» من «الكردستاني»، إذ اعتبرت الأمر «سخيفاً». وأضافت: «لا أنوي المشاركة في سباق لتبادل استفزازات، ويجب وقف الإساءات». في السياق ذاته، أعلن ناطق باسم الحكومة الألمانية أن لا مؤشرات الى تجميد أنقرة اتفاقاً أبرمته مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي لكبح تدفّق المهاجرين غير الشرعيين على القارة، مشيراً إلى أن أعداد المهاجرين الوافدين إلى اليونان بقي متدنياً جداً في الأيام الماضية. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لوّح بإلغاء الاتفاق. في كوبنهاغن، أسف الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ لخلاف ديبلوماسي بين النمساوتركيا، لافتاً إلى أنه يعرقل «تدشين برامج تعاون» تشمل الدولتين. وحضّهما على تسوية الخلاف «لئلا يؤثّر سلباً في تعاونهما». وانسحبت أنقرة من تعاون مع الحلف، معتبرة أن خطوتها تستهدف فيينا. والنمسا ليست عضواً في «الأطلسي»، لكنها تتعاون مع الحلف وقادت العام الماضي دعوات إلى وقف محادثات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، بعد حملة «تطهير» شنّتها أنقرة اثر المحاولة الانقلابية. كما انتقدت فيينا ساسة أتراكاً ينظّمون مسيرات في دول أوروبية. إلى ذلك، أعلن جاويش أوغلو أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيزور تركيا في 30 الشهر الجاري، معرباً عن «سروره» لاستقباله. ورجّح أن يلتقي تيلرسون أيضاً أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم.