أصدر وزراء الثقافة في الدول العربية وفي أميركا الجنوبية «بيان الرياض» أمس (الأربعاء)، دعوا فيه إلى ضرورة «الحفاظ على الحقوق الثقافية للشعوب». وأكد الوزراء في ختام اجتماعهم الثالث الذي استضافته العاصمة الرياض خلال الفترة من 28 إلى 30 نيسان (أبريل) الماضي، التزامهم بالمبادئ والأهداف المشتركة لوزارات الثقافة في دولهم بهدف تنفيذ خطط وبرامج ثقافية بين الجانبين تضمن مساحة أكبر للتفاعل بين شعوب بلدانهم وتعزز التعاون الثقافي والتنمية البشرية والتفاهم الدولي. ودعا البيان - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى «التنوع الحضاري وحفظ الحقوق الثقافية للشعوب، والاتفاق على التعاون بين المجموعتين العربية والجنوب أميركية من خلال التنوع الثقافي والحضاري وأتباع الديانات، والحضارات التي تشكل الإرث البشري المشترك»، مشدداً على أن «حرية العبادة إنما هي إحدى الحقوق الأساسية التي ينبغي عدم إخضاعها لأي شكل من أشكال التمييز، وحفظ الحقوق الثقافية لشعوب الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، والتعاون بين المؤسسات الثقافية». وأعرب البيان عن قلق المجتمعين حيال الصور السلبية والنمطية المتعمدة لأتباع الأديان ورموزها المقدسة، مطالباً «المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته وفق قانون حقوق الإنسان، وبخاصة في ما يتعلق بالتحريض على الكراهية الدينية، لحماية حق كل إنسان في حرية التفكير والرأي والضمير والدين من دون تمييز أياً كان نوعه». وشدد على «أهمية دعم المبادرات الرامية إلى إقامة حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب بشكل عام، ودعم مبادرة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة لمد جسور من التواصل البناء والمعرفة المتبادلة والتفاهم المتعمق في العالم، مع أهمية معرفة وقبول الآخر واحترام حق الاختلاف وتشجيع الحوار البناء لإزالة سوء الفهم والتعرف على المجالات التي يمكن أن يتعاون الطرفان فيها. ودعم البرامج والتظاهرات الثقافية التي من شأنها احترام الشرائع السماوية، وترسيخ الحوار والتسامح بين أتباعها ونشر قيمها الإنسانية المشتركة الداعية إليها وإدانة أشكال الممارسات التي تسيء إلى تلك الأديان وتشوهها». وشجع على «الإبداع وتعزيز سياسات صون التراث المادي والمعنوي المنقول وغير المنقول والاستفادة منه، والعمل على التنوع الثقافي واللغوي في مجتمع المعلومات، مع دعم لتنمية الموارد البشرية والمالية تحقيقاً للتنمية الثقافية». ودعا «بيان الرياض» إلى دعم حرية تعبير الإنسان لتحقيق التفاعل والمشاركة الفعلية في الحياة الثقافية على مستوى الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، والدخول في مجتمع المعلومات وامتلاك كل فرد لناصية تقنيات الإعلام وتقنية الاتصال، ومنح حرية التنقل للمبدعين بين الدول العربية والدول الأميركية الجنوبية لتيسير الانتفاع بهم، إلى جانب تنمية ثقافة الأطفال والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، حاضاً «الحكومات والمجتمع المدني بالمشاركة في وضع تنفيذ وتمويل البرامج الثقافية الداعمة لقيم الديموقراطية وللاستراتيجيات الإنمائية، وتشجيع عقد الاتفاقات بين دول الإقليمين». وطالب وزراء الثقافة في بيانهم ب«التصديق على اتفاق منظمة يونيسكو الخاصة بحماية وترقية تنوع المضامين الثقافية وأشكال التعبير الفني، واتفاق صون التراث المادي وغير المادي وحمايته، مع الحفاظ على التراث الثقافي والأماكن الدينية والتاريخية وصيانتها في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، واحترام وحدة التراث الثقافي والتاريخي والديني لمدينة القدسالمحتلة، والطلب من يونيسكو متابعة الظروف المحيطة بالمسجد الأقصى والمواقع الإسلامية والمسيحية الأخرى». وحول التعاون الثقافي والمؤسسات الثقافية في الدول الأعضاء، دعا البيان المكتبة العربية الأميركية الجنوبية إلى إعداد وتنفيذ المزيد من برامج الترجمة من وإلى اللغات العربية والإسبانية والبرتغالية بالتعاون مع معهد البحوث حول أميركا الجنوبية في المملكة المغربية، والمعهد العالي للترجمة في الجزائر، بالاستعانة بالمؤسسات العربية والأميركية الجنوبية المعنية في شؤون الترجمة بشكل احترافي ومباشر عن اللغات الأصلية، مؤكداً أهمية تبادل استضافة الكتاب والمبدعين بين الجانبين في المجالات الأدبية والفنية، والموافقة على مشروع إقامة معرض بعنوان: «حكاية نهرين.. الأمازون والنيل»، ودعوة كل من: مصر والسودان والبرازيل والبيرو والإكوادور وفنزويلا للإعداد والتنسيق لهذا المشروع، وإنشاء قاعدة معلومات حول أهم المجالات الثقافية بالتركيز على الفعاليات والشخصيات الثقافية في كلا المجموعتين، على أن تتولى المكتبة العربية - الأميركية الجنوبية الإشراف على المشروع. إدراج اللغة العربية دعا وزراء الثقافة في بيانهم إلى إدراج اللغة العربية في المناهج التعليمية في دول أميركا الجنوبية، إضافة إلى اللغات الإسبانية والبرتغالية في المناهج الدراسية في الدول العربية، ونشر وسائل الإعلام العربية في دول أميركا الجنوبية وكذا وسائل الإعلام الأميركية الجنوبية في الدول العربية، إضافة إلى إعداد أدلة عن المتاحف في دول «الأسبا» وإصدار نشرات دورية إخبارية عن الفعاليات الثقافية التي تقام في الدول الأعضاء، والنظر في إمكان نشرها على البوابة الإلكترونية ليونيسكو، وعقد ندوة لمديري المكتبات والقائمين عليها في دول الإقليمين بمكتبة الإسكندرية، لتبادل الخبرات وتطوير التعاون في هذا المجال حفاظاً على الهوية العربية.