بعد أيام من إعلان الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، عزوف الشباب السعودي عن التقدم على الوظائف، أكد مسؤول عن برنامج مسارات التوظيف في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، أن البرنامج سيقود توجهاً مع مجلس إدارة الغرفة، يتم العمل من خلاله على الحد من عزوف الشباب عن حضور ملتقيات ومسارات التوظيف، وبخاصة أولئك الذين يعانون من البطالة ويستفيدون من برنامج حافز. وقال عضو مجلس إدارة غرفة مكة المشرف العام على برنامج مسارات التوظيف حسن كنسارة في تصريح أمس: «كان الحضور لمسار التوظيف الذي أقامته الغرفة البارحة الأولى أقل من المأمول، ولا يتجاوز في مجمله نصف عدد الوظائف التي طرحتها الغرفة في هذا المسار، وهو الأمر الذي سيجعل من الغرفة تتجه لاتخاذ الإجراء اللازم». وأوضح أنه على رغم طرح الغرفة 700 فرصة وظيفية للشباب في 25 شركة ومؤسسة شاركت في المسار المخصص لهذا الشهر، إلا إن عدد الذين حضروا لإجراء المقابلات الشخصية لم يتجاوز 300 شاب، مفيداً بأنهم استخدموا الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لإعلان الحدث، بجوار إرسال 3800 رسالة نصية للشباب المسجلين في قوائم بيانات المسار تحت بند الباحثين عن فرصة عمل. وكانت «غرفة تجارة الرياض» أعلنت الجمعة الماضي أنه لم يتقدم لشغل 6 آلاف وظيفة متوافرة بالقطاع الخاص في مختلف التخصصات والمهن سوى 583 شاباً فقط. وأشار كنسارة إلى أن توجههم يقضي بأن يسهم العاملون في برنامج حافز في مراقبة المستفيدين من البرنامج ودعوتهم إلى حضور المسارات الوظيفية، واعتبار من لم يحضر تلك المسارات غائباً عن حضور برنامج توظيف معتمد، وبخاصة أن المسارات توفر الكثير من الفرص الوظيفية وفي مختلف التخصصات وبرواتب ومزايا مرتفعة، يبدأ سقفها من 3 آلاف ريال وحتى 12 ألف ريال بحسب نوع الوظيفة. وكشف أن نحو 90 في المئة من المتقدمين للوظائف في المسار الأخير تم قبول ملفاتهم، فيما كان هناك نحو 10 في المئة لم تقبل أوراقهم ولم يجتازوا المقابلات الشخصية الأولية التي يجريها أصحاب العمل في موقع المسار. ولفت إلى أن الوظائف التي طرحت في المسار تشمل قطاعات الهندسة المعمارية والكهربائية والمهن الفنية والوظائف المكتبية والإدارية والأمنية والفندقية المختلفة، ووظائف المبيعات والوظائف الأخرى المختلفة الصحية منها والصناعية وغيرها. وشدد كنسارة على أنه رغم العزوف عن الحضور إلا إن المسار سيظل مستمراً وبشكل شهري، إذ ستقيم الغرفة الأربعاء المقبل المسار الوظيفي الخاص بالنساء، وستتابع بعد ذلك إقامة كل المسارات بما فيها المسار الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة. وعما إذا ما كان هذا العزوف سيتسبب في عودة نسب تسرب الشباب من الوظائف كما كان عليه الحال في الأعوام الماضية استبعد كنسارة ذلك، معللاً بأن نتائجهم الاستطلاعية للثلث الأول من العام الحالي أشارت إلى أن نسب التسرب انخفضت بنحو 20 في المئة عن العام الماضي. وأرجع تفاؤله بالأرقام التي تشير إلى انخفاض نسب التسرب مقارنة بالعزوف الذي حدث أول من أمس من الشباب عن مسار التوظيف، إلا إن بعض الشباب ربما يكون انتظم في أعمال وظيفية، أو رأى أن يؤجل حضوره إلى المسار المقبل، وبخاصة أن الغرفة تقيم المسار بشكل شهري. وبخصوص نسبة تراجع التسرب، رأى أن هذا التراجع يعود إلى جدية الشبان والشابات في العمل، وحرصهم على إثبات كفاءتهم، وارتفاع الرواتب التي تصرف لهم مقارنة بالرواتب المتدنية في الفترات السابقة. وأشار إلى أنه نتيجة للحملات التفتيشية الخاصة بتعقب مخالفي نظامي الإقامة والعمل بعد انتهاء المهلة التصحيحية منذ مطلع العام الهجري الحالي، أصبح القطاع الخاص حريصاً على تحسين بيئة العمل للشباب السعودي وزيادة الرواتب والمميزات والبدلات التي تضمن الاستقرار الوظيفي، مشيراً إلى أن الغرفة نظمت في الفترة الماضية مسارات وظيفية عدة وظفت خلالها آلاف الشبان والفتيات، وكان هناك إقبال جيد.