أنهى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي زيارته إلى واشنطن أمس بلقاء وزير الدفاع تشاك هاغل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وأكدت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» أن الزيارة لم تسفر عن قرارات أميركية حاسمة، وأن الإطار الأكبر للعلاقات ينتظر «مرحلة اختبار» بعد إجراء الانتخابات الرئاسية لبيان مدى التزام القاهرة بالمعايير الديموقراطية التي تراها واشنطن أساساً للاستقرار. (راجع ص5) وركز لقاء فهمي وهاغل على مناقشة «الشراكة الاستراتيجية وجهود مكافحة الارهاب، خصوصا في سيناء»، بحسب مصادر. وكان منتظراً أن يلتقي الوزير المصري في وقت متقدم من مساء أمس رايس، وهي من أقرب الأصوات إلى الرئيس باراك أوباما. ولدى رايس تحفظات كبيرة عن أداء السلطات المصرية، خصوصاً في ما يخص الديموقراطية والتعامل مع «الإخوان المسلمين»، كما أنها من أشد المعارضين للإفراج عن المساعدات، فيما يحبذ وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع هاغل إعادة النظر في هذا الأمر. وكانت واشنطن أفرجت عن جزء من المساعدات العسكرية لمصر الأسبوع الماضي. غير أن الزيارة واللقاءات مع لجان الاعتماد والخارجية في الكونغرس لم تثمر عن رفع الحظر عن باقي المساعدات التي تشمل طائرات «اف 16» و600 مليون دولار. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية إن فهمي التقى أيضاً مجموعات يهودية - أميركية وتناول «الأوضاع الداخلية في مصر وعملية السلام والاستقرار الاقليمي». وأكدت ل «الحياة» مصادر ديبلوماسية أن «واشنطن تنتظر محطات محورية في المرحلة المقبلة لتقر على أساسها كيفية التعاطي مع القاهرة، خصوصا الانتخابات الرئاسية والبرنامج الحكومي والأحكام القضائية». وأوضحت أنه «في حال رأت واشنطن تقدماً ملموساً في المرحلة المقبلة، فهذا سينعكس إيجاباً على العلاقة. أما في حال استمرار التشنج الداخلي، فسيعزز هذا تيار الابتعاد عن الملف المصري داخل الإدارة وتقليص حجم المساعدات». وفي القاهرة، أعلن المرشح الرئاسي حمدين صباحي أمس برنامجه الانتخابي قبل يومين من انطلاق الحملات رسمياً. وتعهد في مؤتمر صحافي «تلبية الأهداف التي خرج المصريون من أجلها في ثورتي يناير ويونيو». ورفض اعتبار نتائج الاستحقاق محسومة. وقالت حملته إن البرنامج «يهتم أساساً بالعمل على مكافحة الإرهاب الأسود وتحقيق العدالة الانتقالية والقصاص للشهداء... وتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر والبطالة، وهي من أبرز آليات مكافحة الإرهاب «. وقالت اللجنة العليا للانتخابات إنها تحقق في مخالفة صباحي قواعد الدعاية. إلى ذلك، انتقد مرشد «الإخوان» محمد بديع قرار إحالته ومئات آخرين على المفتي تمهيداً لإعدامهم بتهمة العنف. وقال لدى مثوله والرئيس المعزول محمد مرسي وعشرات أمس للمحاكمة في قضية الفرار من سجن وادي النطرون إبان الثورة: «لم أحضر المحاكمة وحُكم عليّ وألف آخرين بالإعدام. دماؤنا تهدر بسبب أحكام باطلة، وقضاة الانقلاب يحاكموننا سياسياً، وهذا الانقلاب سيزول». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قضائية ان قاضي محاكمة أمس قرر حبس بديع و21 متهماً آخرين سنة بتهمة «إهانة القضاء» بعدما أداروا ظهورهم له.