أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن مشروع «طموح» لزرع أربعة ملايين شجرة في المناطق السعودية كافة، التي تشكل الصحراء 90 في المئة من مساحتها، فيما يهدد التصحر ما تبقى منها. وقال وزير البيئة عبدالرحمن الفضلي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس (الخميس)، إن الأشجار المستهدفة بالزراعة «لا ترهق مخزون المياه، مثل السمر والغضا والطلح وغيرها من الأشجار المحلية»، وهي أشجار كادت تختفي بفعل الاحتطاب الجائر الذي تسبب في القضاء على جزء كبير من الأشجار في البلاد. وأشاد الفضلي بتفاعل المواطنين مع المشروع، داعياً إلى الاهتمام بالبيئة وتنمية غطاءها النباتي بزراعة الأشجار المناسبة، مؤكداً أن وزارته تعمل على «تنمية وتحسين الغطاء النباتي الذي يتطلب تفاعل الأفراد والجهات الحكومية والشركات وأقسام المسؤولية الاجتماعية في القطاعات كافة». وأشار إلى استعدادهم لتقديم المساندة اللازمة لاختيار أماكن الزراعة واقتراحات الري، وتقديم الشتلات المناسبة لكل منطقة. وأضاف «أن دعوة الوزارة للمشاركة في الاستزراع النباتي مبادرة طموحة بدأتها الوزارة بزرع أربعة ملايين شجرة خلال أربعة أعوام في جميع مناطق المملكة من دون استثناء». ولفت الوزير إلى وجود خطة للإفادة من مجاري الأودية والمياه المعالجة في سقيا الأشجار، مبيناً أن الأشجار المستهدفة بالزراعة هي أشجار لا ترهق مخزون المياه مثل السمر والغضا والطلح وغيرها من الأشجار المحلية. وأعلن الفضلي وجود أكثر من 20 مبادرة بيئية في هذا الاتجاه لدعم الغطاء النباتي الذي تضرر كثيراً بسبب الرعي الجائر والاحتطاب والملوثات البيئية الأخرى، لافتاً إلى أن زراعة الأشجار ستساهم في تحسين جودة الهواء وإكثار الأحياء الفطرية في السعودية. وتشكل الصحراء 90 في المئة من الأراضي السعودية، فيما تواجه المساحة الخضراء منها خطر التصحر، في الوقت نفسه حذرت دراسات حكومية من تقلص مساحاتها الخضراء بنسبة 1.1 في المئة سنوياً، نتيجة العواصف الرملية والزحف العمراني، وأيضاً عشوائية المشاريع في بعض المناطق، ما خلف تداعيات بيئية واقتصادية خطرة على تلك المناطق هدد مظاهر الحياة فيها. وأبدى سعوديون مخاوفهم من ارتفاع وتيرة التصحر في المملكة، بعد دراسات أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لمعرفة درجة التصحر وامتداده في مناطق البلاد، وتحديد مؤشراته والعوامل المسببة له، حذرت فيها من تعرض مناطق زراعية وأودية إلى أراضي قاحلة بسبب ندرة المياه وهجرة المشتغلين بالزراعة منها، ما ضاعف من آثار التصحر فيها.