تدشن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرعها في جامعة بكين غداً (الجمعة)، الذي سيكون جسر للثقافة بين الجزيرة العربية والصين، يوصل ما انقطع بغياب «طريق الحرير» التاريخي. ويقع فرع المكتبة على مساحة 13 ألف متر مربع، ويتكون من ستة أدوار ويضم قاعات للقراءة والاطلاع تتسع لأكثر من 100 باحث وزائر وتستوعب ما يزيد على 200 ألف كتاب ومادة معرفية بمساحة 500 متر مربع، وقاعة للمحاضرات ومركزاً للمعارض المتخصصة، إضافة إلى مركز للدراسات العربية الصينية ومكتبة للمخطوطات القديمة في جامعة بكين، ومكاتب إدارية تتسع لأكثر من 40 موظفاً. وبدأت فكرة إنشاء فرع المكتبة خلال زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين العام 1426ه (2006)، وأعقب ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14-2-1430ه الذي تضمن تفويض الأمين العام للمكتبة في التباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين المكتبة وجامعة بكين حول إجراءات إنشاء الفرع، والتي وقعت رسمياً بحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الصيني السابق هو جنيتاو في 10 شباط (فبراير) من العام 2009. وتضمنت المذكرة الموافقة على إنشاء فرع للمكتبة في جامعة بكين، تلا ذلك توقيع اتفاق مبدئي بين المكتبة والجامعة في بكين تحدد أهداف الفرع ورسالته وأنشطته، وفي إطار الدعم جهود المكتبة في خدمة الثقافة العربية والإسلامية، وصدر قرار مجلس الوزراء متضمناً الموافقة على اعتماد إنشاء فرع المكتبة في جامعة بكين، وكذلك اعتماد موزانة سنوية لتشغيل الفرع. وأشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على جميع مراحل إنشاء وتجهيز الفرع في موقع متميز بالقرب من المدخل الرئيس للجامعة، ليصبح صرحاً مهماً لخدمة الثقافة العربية الإسلامية في الجامعة الصينية العريقة، وجسراً للتواصل بين الثقافتين، ورافداً لتعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، ونافذة لتعريف أبناء الصين بتاريخ المملكة وحضارتها. وفي الثامن من شهر صفر العام 1437ه أقيم احتفال كبير لوضع حجر الأساس للمشروع بحضور مسؤولين في البلدين، ووصف نائب رئيس جامعة بكين لي يان سونغ في كلمة ألقاها خلال الحفل حجر أساس فرع مكتبة الملك عبدالعزيز بالجامعة بأنه «ليس حجراً عادياً»، بل رمز للصداقة بين الشعبين الصديقين وطريقاً للمزيد من التبادل الثقافي بين السعودية والصين، مؤكداً أن «هذا المشروع الثقافي الكبير سيكون له أكبر الأثر في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين والوصول بها إلى آفاق أكبر». ويعد فرع المكتبة، وهو أول فرع يتم إنشاؤه في آسيا، إضافة كبيرة لتطور العلاقات الثقافية السعودية – الصينية، الممتدة منذ آلاف السنين عبر طريق الحرير وحركة التجارة، والتي ترسخت في العصر الحديث، ولا سيما خلال العقود الأربعة الأخيرة التي شهدت تأسيس علاقات سياسية متكاملة بين البلدين. ويجسد رمزاً للصداقة السعودية – الصينية، وجسراً للتواصل الثقافي والمعرفي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية، ومصدراً من مصادر المعرفة عن المملكة للباحثين والدارسين في الصين، ودعم برامج تعليم اللغة العربية في أعرق الجامعات الصينية. ويأتي إنشاء الفرع وذلك لعلاقة الصداقة والتعاون بين المملكة والصين، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية والمعرفية، وتعريف الشعب الصيني بتاريخ وحضارة الأمة العربية الإسلامية توطيد التبادل الثقافي والتواصل المعرفي بين المملكة والصين. وتتضمن مهام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تشغيل وإدارة الفرع: إنشاء بوابة معرفية لإتاحة مقتنياته عبر شبكة الإنترنت، وتزويده بالكتب وأوعية المعلومات الورقية والإلكترونية التي تسهم في التعريف بالثقافة العربية الإسلامية وتاريخ المملكة، وإقامة برامج علمية وثقافية متخصصة يشارك فيها الباحثون العرب والمسلمون مع الباحثين الصينيين بما يعزز التواصل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الصينية في مختلف المجالات. وتولى الفرع أيضاً ترجمة الكتب وعيون الثقافة العربية الإسلامية إلى اللغة الصينية ونشرها، ودعم المكتبات الصينية بما تحتاج إليه من الكتب العربية والفهرسة الآلية من خلال الفهرس العربي الموحد والمكتبة الرقمية العربية، والإشراف على بوابة المكتبات العربية الصينية التي بدأت مكتبة الملك عبدالعزيز إنشاءها فعلياً بالتعاون مع المكتبات الوطنية في الصين.