يعد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وهو أول فرع يتم إنشاؤه للمكتبة في آسيا ، إضافة كبيرة لتطور العلاقات الثقافية السعودية – الصينية، الممتدة منذ آلاف السنين عبر طريق الحرير وحركة التجارة، والتي ترسخت في العصر الحديث، ولا سيما خلال العقود الأربعة الأخيرة التي شهدت تأسيس علاقات سياسية متكاملة بين البلدين. ويجسد فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين رمزاً للصداقة السعودية – الصينية، وجسراً للتواصل الثقافي والمعرفي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية، ومصدراً من مصادر المعرفة عن المملكة للباحثين والدارسين في الصين، ودعم برامج تعليم اللغة العربية في أعرق الجامعات الصينية. وبدأت فكرة إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين خلال زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله - للصين عام 1426ه/ 2006م، وأعقب ذلك صدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 14/2/1430ه الذي تضمن تفويض معالي أمين عام مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في التباحث مع الجانب الصيني بشأن مشروع مذكرة تفاهم بين المكتبة وجامعة بكين حول إجراءات إنشاء الفرع، التي تم توقيعها رسمياً بحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وفخامة الرئيس الصيني هو جنيتاو في 10 فبراير عام 2009م. وقد تضمنت المذكرة الموافقة على إنشاء فرع لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، تلا ذلك توقيع اتفاقية مبدئية بين المكتبة والجامعة في بكين تحدد أهداف الفرع ورسالته وأنشطته، وفي إطار دعم القيادة الرشيدة جهود المكتبة في خدمة الثقافة العربية والإسلامية، صدر قرار مجلس الوزراء متضمناً الموافقة على اعتماد إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وكذلك اعتماد ميزانية سنوية لتشغيل الفرع ، وأشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على جميع مراحل إنشاء وتجهيز الفرع في موقع متميز بالقرب من المدخل الرئيسي للجامعة، ليصبح صرحاً مهماً لخدمة الثقافة العربية الإسلامية في الجامعة الصينية العريقة، وجسراً للتواصل بين الثقافتين، ورافداً لتعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين، ونافذة لتعريف أبناء الصين بتاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها. وفي الثامن من شهر صفر عام 1437ه أقيم احتفال كبير لوضع حجر الأساس للمشروع بحضور نخبة من المسؤولين في البلدين، ووصف نائب رئيس جامعة بكين لي يان سونغ في كلمة ألقاها خلال الحفل حجر أساس فرع مكتبة الملك عبدالعزيز بالجامعة بأنه ليس حجراً عادياً، بل رمز للصداقة بين الشعبين الصديقين وطريق للمزيد من التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية والصين، مؤكداً أن هذا المشروع الثقافي الكبير سوف يكون له أكبر الأثر في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين والوصول بها إلى آفاق أكبر. // يتبع //