بدأت المكسّرات الصينية تحتل مساحات أوسع في المحلات التي تبيع التسالي في كل أنحاء العالم، بسبب أسعارها الرخيصة مقارنة بالمكسرات التقليدية المعروفة مثل اللوز والجوز والكاجو والفستق الحلبي وغيرها، ولأن ألوان المكسرات الصينية المزركشة وأشكالها الكثيرة ومذاقها الجيد، ساهمت إلى حد بعيد في انتشارها بين الناس، خصوصاً الأطفال. وكي نلقي الضوء على فوائد المكسرات الصينية وأضرارها لا بد من معرفة أنها تصنع من الأرز الأبيض (من هنا تسمية بعضهم لها بمقرمشات الأرز). وتحضّر هذه المكسرات بطريقتين: القلي أو الخبز. وإذا حاولنا إجراء مقارنة موضوعية بين المكسرات العادية وزميلتها الصينية فإننا نستخلص النتائج الآتية: - 100 غرام من المكسرات العادية تولّد نحو 500 إلى 600 سعرة حرارية، في حين أن الوزن نفسه من المكسرات الصينية يعطي نحو 120 سعرة، وهذه نقطة تحسب لمصلحة الأخيرة، لذا يوصى بها للذين يتبعون أنظمة لخفض الوزن. - في 100 غرام من غالبية المكسرات العادية أكثر من 20 غراماً من المواد البروتينية، في حين أن الكمية نفسها من المكسرات الصينية لا تضم سوى ثلاثة إلى أربعة غرامات من البروتينات. - من جهة الكربوهيدرات، فإن 100 غرام من المكسرات العادية تعطي من 10 إلى 15 غراماً، بينما نجد في الوزن ذاته من المكسرات الصينية أكثر من 40 غراماً من المواد الكربوهيدراتية. - من ناحية المواد الدسمة، فإن كميتها تصل إلى ما يقارب 50 غراماً لكل 100 غرام من المكسرات العادية، بينما لا تتجاوز المواد الدسمة في المكسرات الصينية غراماً واحداً. - في خصوص الألياف، فإن 100 غرام من المكسرات العادية تزود الجسم ما يقارب 10 غرامات، أما الكمية ذاتها من المكسرات الصينية فلا تعطي أكثر من نصف غرام. - على صعيد الفيتامينات والمعادن، هناك اختلافات جوهرية بين النوعين من المكسرات، وكل المعطيات هي لمصلحة المكسرات العادية بلا منازع. ولعل النقطة السيئة التي تسجل للمكسرات الصينية هي أنها مليئة بالألوان الصناعية ومكسبات الرائحة والنكهة والطعم التي تحمل معها أخطاراً كثيرة، خصوصاً للأطفال الذين ينجذبون إليها ما يعرضهم لمشكلات صحية. وهناك أطباء يعتقدون بأن استهلاك المكسرات الصينية أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع يضعف مناعة جسم الطفل، ما يجعله أقل مقاومة في مواجهة الأمراض ونوبات البرد والنزلات المعوية. أما النقطة الأسوأ في المقرمشات الصينية، فهي تشكّل مادة الأكريلاميد فيها، بسبب عملية القلي أو التحميص أو الخَبز في درجات حرارة عالية، والجميع يعرف أن هذه المادة موضوعة في قفص الاتهام وأنها مثيرة للسرطان ومدمرة للجهاز العصبي وتؤثر سلباً في الكبد والقلب والكليتين والعظام والحوامل أيضاً.