«وعد علينا ان ترجعوا الينا ... لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل ... عتمة السجون لن تدوم ... يا ظلام السجن خيّمْ، إننا نهوى الظلاما، ليس بعد الليل إلا فجر صبح يتهادى». بهذه العبارات ومثلها، استهل اكثر من مئة الف فلسطيني رسائل وجهوها الى 6400 اسير في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ضمن حملة بعنوان «اكتبْ رسالة لأسير او أسيرة» نظمتها وزارة شؤون الاسرى بهدف مساندة الاسرى في محنتهم. وشارك في الحملة مئة الف وخمسون فلسطينياً من الوطن والشتات، بينهم المئات من الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، خصوصا في لبنان وسورية والاردن. وقال وزير شؤون الاسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، إن «الحملة تحولت استفتاء انسانياً ووطنياً»، مشيراً الى العدد الكبير من الفلسطينيين الذين بادروا الى الانضمام الى الحملة وتوجيه رسالة الى اسير او اسيرة. وقال ان هذا الاقبال الكبير يظهر ان المواطنين الفلسطينيين لم ولن ينسوا الاسرى الذين افنوا حياتهم وراء القضبان. وحملت الرسائل عبارات حميمية، انسانية ووطنية، تمجِّد الاسرى ودورهم في النضال الوطني ضد الاحتلال. وحملت بعض الرسائل القادمة من مدارس الاطفال رسومات، مثل قيود ونوافذ زنازين معتمة وشموع مضيئة وغيرها من الرموز الدالة على الاسرى وحياتهم في السجون وتطلعاتهم الى الحرية. وقال قراقع: «يشعر قارئ الرسائل ان هناك شيئاً يتحرك خلف تلك القضبان». وستعرض نماذج من الرسائل في متحف «ابو جهاد» للحركة الاسيرة في جامعة القدس. وتعتقل اسرائيل 6400 فلسطينياً يتوزعون على أكثر من 22 سجناً ومركز توقيف وتحقيق. وقال قراقع ان سياسة الاعتقالات الاسرائيلية المتواصلة منذ عام 1967 طاولت 760 ألف فلسطيني وعربي، منهم نحو 13 الفاً من الإناث، ونحو 25 الف طفلاً بين الثانية عشرة والثامنة عشرة من العمر. هدية الاسرى الى مانديلا في غضون ذلك، قدّم الاسرى الفلسطينيون امس هدية رمزية الى المناضل الجنوب افريقي نلسون مانديلا هي عبارة عن مجسم لمدينة القدس من الصدف. وسلم الهدية نيابة عن الاسرى وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع، وتسلَّمها سفير جنوب افريقيا لدى السلطة الفلسطينية تد بيكاني. وحضر حفلة التسليم عدد من عمداء الاسرى المحررين، مثل سعيد العتبة، الذي امضى 32 عاماً في السجون، وأحمد ابو السكر، الذي امضى 27 عاماً، وقدورة فارس، رئيس نادي الاسير الفلسطيني. وقال قراقع ان الهدية الرمزية تأتي تقديراً من الاسرى والشعب الفلسطيني الى المناضل مانديلا الذي ناضل ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. واضاف ان «الاحتلال الاسرائيلي يتعمق من نظام احتلال الى نظام فصل عنصري، ويحوِّل الجغرافيا الفلسطينية الى غيتوات». كما قال رئيس نادي الاسير ان مانديلا كان دائماً مصدر إلهام للاسرى الفلسطينيين، وانه حاضر معهم في تجربته. من جانبه، قال السفير الجنوب افريقي إن بعثة بلاده في الاراضي الفلسطينية هي بعثة تضامن بسبب التشابة في نضال الشعبين من اجل الحرية. واضاف: «لسنا دولة مانحة للسلطة الفلسطينية، وانما دولة مساندة داعمة لها في نضالها ضد الاحتلال».