شدد المدير العام للتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، على أن التعليم في غايته يهدف لتحقيق معارف ومهارات متجددة وصولاً إلى اتجاهات وقيم، التي في مجملها تتم بلورتها في توازن رباعي لتحقيق ما نريد أن يكون عليه طلبتنا، بدءاً من تعليمهم من أجل التعلم، وتعليمهم من أجل العمل، إضافة إلى تعليمهم ليكونوا، وصولاً إلى تعليم طلابنا كيف يتعلموا أن يعيشوا بإيجابية مع الآخرين. وأشار خلال تدشينه أمس معرض «تعايش الوطني» الذي ينظمه مكتب تعليم غرب الدمام للبنات بمقر مدرسة الأمير فيصل بن فهد الابتدائية، إلى أن المعرض ومن خلال أركانه المتعددة يحمل العديد من الأهداف الوطنية التي تسهم في تحقيق رؤية 2030 في ظل الدعم السخي لقطاع التعليم. بدورها، بينت المدير التنفيذي للمعرض رئيسة قسم التوجيه والإرشاد بمكتب تعليم غرب الدمام نورة المهنا، أن المعرض الذي تستمر فعالياته حتى يوم الخميس المقبل يتضمن عدداً من الأركان منها ركن «الأمن الفكري»، الذي يهدف إلى إكساب أبناء الوطن منهجية سوية في التفكير، وقدرة على تبادل الأفكار مع الآخرين، وتعزيز روح الوطنية والأخوة داخل المجتمع، وترسيخ ثقافة الحوار وأدب الاختلاف، والحفاظ على المخزون الفكري، وحماية المجتمع من الأفكار المظللة والفكر المنحرف. وقالت إن المعرض يضم ركن «التعايش» ويعني التعلم للعيش المشترك والقبول بالتنوع بما يضمن وجود علامة إيجابية مع الآخرين، وصولاً إلى ركن «نبذ التعصب»: ويهدف إلى إزالة الشعور الداخلي عند من يرى نفسه دائماً على حق ويرى الآخرين على باطل بلا حجة أو برهان. وأضافت أن من الأركان ركن «العنف» ويهدف إلى استبدال أشكال الأذى بالآخرين بالرحمة لكي نعيش ونتعايش في هذا الوطن بالمحبة والسلام، كذلك ركن «الاعتدال»، الذي يهدف إلى نشر الوسطية سواء دينياً أم فكرياً أم ثقافة، إذ يمثل سلوكاً ومطلباً دينياً عظيماً وحضارياً للتعايش بين الشعوب. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص، أن في أعناق العاملين في الحقل التربوي القائمين بصناعة الوعي رسالة سامية وهماً وطنياً يسعون إلى تحقيقهما، بأن يكون مجتمعنا هو الأفضل والأميز في وقت بات التدفق الاتصالي والإعلامي الهائل قوة مؤثرة في الذات الإنسانية لاسيما الشباب منهم. وأشار إلى أهمية تبصير الجيل الصاعد في مدارسنا بماهية هذه الوسائل وطرق استخدامها، فمهمتنا الأساسية التأكيد على مفهوم الأمن الفكري وكذلك الإعلامي وإقرار وتفعيل معايير الإعلام الراشد الضابط لإيقاع كل الأفكار، ورسم ما يمكن الإطلاق عليه الخريطة الإدراكية والوجدانية للمتلقين الذين هم قراء ينتقدون بكل ذكاء ما يطرحه الإعلام بعيداً عن ذاك الإعلام الذي يصنع خواء وجدانياً وإدراكياً نتيجة ضغوطه وتوجهاته التي تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم الذاتية.