بحث رئيس الحكومة الليبية الموقتة (شرق) عبدالله الثني في القاهرة أمس، مع مسؤولين مصريين حشد الدعم العربي والدولي خلف معركة تحرير الهلال النفطي الليبي من الجماعات المحسوبة على تنظيم «القاعدة»، غداة اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، تناول تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا. وأكد شكري وفقاً لبيان وزعته الخارجية المصرية، الأهمية التي توليها بلاده ل «استقرار ليبيا وقدرة الليبيين على التوصل إلى توافقات عاجلة تؤدي إلى رأب الصدع ولمّ الشمل، والخروج من حالة انسداد الأفق السياسي»، داعياً إلى «تعزيز الحوار الليبي - الليبي خلال المرحلة الحالية التي تموج بتحديات جسام». وطالب كل الأطراف في ليبيا، أن تبدي «القدر المطلوب من المرونة لإنجاح الحوار»، مشدداً على أن مصر ستستمر في دورها في تشجيع الأشقاء الليبيين على الحوار، وتقريب وجهات النظر في ما بينهم، من أجل الوصول إلى الصيغة المثلى لتنفيذ «اتفاق الصخيرات» الذي رعته الأممالمتحدة. وكان الثني وصل إلى القاهرة أول من أمس، على رأس وفد ضم وزير التجارة والصناعة والنفط ناجي المغربي، والتقى أمس، بلجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، ومسؤولين مصريين معنيين بالشأن الليبي، عرض خلالها تطورات الحرب على الإرهاب في ليبيا. وبدا أن الثني يعول على الديبلوماسية المصرية في حشد دعم عربي ودولي خلف جهود الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتحرير «الهلال النفطي»، إذ أوضح بيان وزعه مكتب رئيس الحكومة الليبية الموقتة أنه غادر في شكل عاجل إلى القاهرة للوقوف على حقيقة القوات الإرهابية الغازية للهلال النفطي من خلال الديبلوماسية المصرية لما لها من دور فاعل على الساحتين العربية والدولية، لافتاً إلى أنه طالب ب «رفع الحظر الجائر على تسليح الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب». وذكر البيان أن الثني «حصد دعماً منقطع النظير للقوات الليبية في حربها على الإرهاب»، وأكد أن القوات المسلحة «ستحسم المعركة لمصلحة الشعب والحفاظ على قوته ومصدر دخله الوحيد وسيجفف منابع الإرهاب حتى القضاء عليه وتطهير ليبيا من براثنه». وأضاف البيان أن الثني التقى كلاً من منسق فريق لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة للمسائل المالية ستيفن سبيتال، ومنسق ملف النفط خوان بينتس، ومنسق ملف الجماعات المسلحة والمسائل الإقليمية ناجي أبوخليل، حيث ناقش آخر المستجدات على الساحة الليبية والهجوم الأخير على الهلال النفطي، واتفِق على مواصلة التعاون بين الجانبين لتبيان الحقائق. في غضون ذلك، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو أمس مع المشير خليفة حفتر تطورات الملف الليبي، بحسب ما أوردت «روسيا اليوم». وتأتي زيارته بعد أيام من زيارة قام بها السراج إلى العاصمة الروسية التي يُعتقد انها تقوم بوساطة للتقريب بين الرجلين. من جهة أخرى، حذر عضو مجلس إدارة مؤسسة النفط جاد الله العوكلي أمس، من احتمال إعلان حالة القوة القاهرة، التي تسمح قانوناً بتعليق الالتزامات التعاقدية في ميناءي السدرة ورأس لانوف النفطيين، مع استمرار الغارات الجوية وتعبئة الفصائل المتناحرة للمقاتلين في المنطقة. وقال العوكلي إن إنتاج ليبيا من النفط يبلغ ما يزيد بقليل على 615 ألف برميل يومياً، انخفاضاً من نحو 700 ألف برميل يومياً قبل اندلاع الاشتباكات قرب موانئ النفط. على صعيد آخر، نفت وزارة الخارجية الروسية في بيان علمها بأن متعاقدين مسلحين تابعين لمجموعة «آر.اس.بي» الأمنية الروسية عملوا حتى الشهر الماضي، في شرق ليبيا على دعم قوات حفتر.