حازت النجمة هند صبري حب وإعجاب الجمهور المصري الذي يعتبرها «مصرية»، فعلى رغم أنها تونسية المولد والنشأة، لكنّ ملامحها وخفة ظلها ولهجتها لا تشي سوى ب «فتاة مصرية» خالصة، إضافة إلى تمتعها بجمال هادئ وموهبة كبير، فتوّجها الجمهور ب «حب» وتقدير غامر لتصبح إحدى أشهر نجمات العالم العربي. بدأت هند صبري حياتها الفنية في وقت مبكر عبر الفيلم التونسي «صمت القصور» العام 1994 بينما حققت الشهرة العام 2001 من خلال بطولتها للفيلم المصري «مذكرات مراهقة» للمخرجة إيناس الدغيدي وتوالت أعمالها السينمائية. وعلى صعيد الأعمال التلفزيونية خاضت بطولة مسلسلات ناجحة بينها «عايزة أتجوز» و«بعد الفراق» و«فرتيجو»، وكانت آخر أعمالها التلفزيونية «إمبراطورية مين» الذي عرض في رمضان 2014، وتخوض المنافسة رمضان المقبل عبر مسلسل «حلاوة الدنيا» المأخوذ عن فورمات أجنبي من تأليف تامر حبيب وإخراج حسن المنياوي ويشارك في بطولته النجم التونسي ظافر العابدين وأنوشكا وحنان مطاوع ويخرجه حسن المنياوي. «الحياة» حاورت النجمة هند صبري التي تحدثت عن أحدث أعمالها الفنية قائلة: «أواصل تصوير مشاهد مسلسل «حلاوة الدنيا» الذي أؤدي فيه دوراً مختلفاً كلياً عن كل أدواري السابقة، بخاصة أن الشخصية ذات أبعاد اجتماعية ونفسية ومادية معينة، ما تطلب مني استعداداً مختلفاً لهذا الدور، فعكفت على قراءة السيناريو مرات كي أتعايش مع الأحداث والتفاصيل الدقيقة للشخصية، كما واظبت على أداء البروفات قبل بداية التصوير، كما هو عهدي مع كل أعمالي». وبررت صبري انتشار ظاهرة المسلسلات المقتبسة عن أعمال أجنبية بالقول: «هناك أعمال درامية ناجحة ومميزة خارج العالم العربي، ومن الجيد أن يشاهد الجمهور نسخة عربية منها، وجرى الاقتباس عن «فورمات أجنبي» في كل أنحاء العالم، بخاصة أن أشهر أفلام أوروبا وأميركا الجنوبية يتم صناعة نسخ هوليوودية منها». وعن عرض أعمالها خلال شهر رمضان وهل يتيح لها فرص مشاهدة أعلى، أجابت: «لا أضمن لأي مسلسل فرص مشاهدة أعلى خلال شهر رمضان، بالتزامن مع عرض عدد كبير من الأعمال الفنية خلال هذا الشهر، ومن ثم يصير من الصعب على الجمهور أن يشاهد كل الأعمال الجيدة خلال شهر واحد، لكنني لا أحبذ فكرة الموسم الواحد وأرى أن الأفضل إنتاج المسلسلات وعرضها طوال السنة، وألا تقتصر على شهر رمضان فقط». انفتاح مصري وتتذكر انطلاقتها في الساحة الفنية المصرية، قائلة: «جئت إلى مصر العام 2000، ولم يكن على الساحة الفنية من غير المصريات سواي والفنانة نور اللبنانية، وربما ساهم نجاحنا في انفتاح الساحة لاحقاً في شكل أكبر أمام الفنانين العرب، وبدأت تلك الانفراجة منذ نحو 15 عاماً، وصارت السوق الفنية «عربية»، وأوجد الاختلاط بين الفنانين العرب حالة من الاقتراب الوجداني، وأثمر احتراماً متبادلاً في ما بينهم». وأشادت صبري بنقيب الممثلين المصريين أشرف زكي قائلة: «يتسم بالاحترام الشديد ويساند الممثلين الموهوبين مهما كانت جنسيتهم من دون تفرقة أو تمييز». وأبدت سعادتها بالعودة إلى السينما التونسية عبر فيلمها الأخير «زهرة حلب» الذي يتناول من منظور إنساني قضية الشباب العربي الذي يمضي للقتال في جبهات الحرب السورية عبر أدائها دور أم تونسية يتوجه ابنها الوحيد إلى سورية رغبة في الالتحاق بإحدى الجماعات المسلحة المقاتلة هناك، فتذهب الأم بحثاً عنه لكنها تفقد حياتها في نهاية الفيلم على يد ابنها. وعلقت صبري على هذا العمل قائلة: «طرأت تغيرات كبيرة جداً على المجتمع التونسي، وكان ينبغي أن أواكبها من وجهة نظر فنية لا سيما أن تونس بلد مؤثر فنياً واجتماعياً وسياسياً». وكشفت أنها تصوّر مشاهدها في فيلمها الجديد «الكنز» الذي يخرجه شريف عرفة، من تأليف عبدالرحيم كمال وبطولة محمد رمضان ومحمد سعد وهيثم أحمد زكي وأمينة خليل وروبي. وتدور القصة في أربعة عصور هي الفرعوني والعباسي والعثماني وسبعينات القرن العشرين، طارحة فساد وسطوة بعض رجال الدين وإقحامهم الدين في السياسة من أجل الحصول على مناصب عبر أزمان مختلفة. سفيرة فنية لم تقف النجومية والانشغال الفني حائلاً أمام هند صبري على الاضطلاع بدورها الإنساني تجاه مواطنيها في البلاد العربية، وأدت هذا العمل لسنوات بعدما اختارتها منظمة الأممالمتحدة «سفيرة لمكافحة الجوع في برنامج الغذاء العالمي» منذ العام 2010 حتى الآن، وهي التجربة التي وصفتها ب «الثرية». وقالت: «ترددت على مخيمات اللاجئين في مختلف الدول العربية وشاركتهم أنشطة متنوعة لا سيما الأطفال، وتتوالى تلك الزيارات في محاولة لإلقاء الضوء حول المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها الآلاف يومياً في ظل حرمان من أبسط حقوقهم». وأضافت: «أعتبر العمل الإنساني أحد واجباتي وليس مجرد مهمة عمل، وصقلتني هذه التجربة على المستوى الإنساني طوال السنوات الماضية، وألقت بتأثيرها على شخصيتي بأشكال عدة، كما عززتني تلك الخبرة على المستوى المهني والعملي، وساهمت في اتساع آفاقي وتجاربي ك «فنانة وناشطة» في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي. كما كان للخبرة الإنسانية التي اكتسبتها أبلغ الأثر في اختياري للأدوار التي أقوم بتمثيلها، إذ صرت أكثر اتزاناً». وتنأى النجمة الشهيرة بحياتها الشخصية عن الأضواء، قائلة: «أحرص أن تظل تفاصيل حياتي الخاصة بعيداً من الأضواء بخاصة أسرتي وأصدقائي، وأعتقد بأن دراستي ساعدتني في ذلك، إذ انفتحت على مجالات أخرى مختلفة في الحياة بعيداً من التمثيل والشهرة». وعن قرارها عدم الإدلاء بآرائها السياسية، قالت: «أحترم كل الآراء، لكنني لا أبدي وجهة نظري أو أفكاري السياسية، بخاصة أنني لا أعلم مدى صوابها من عدمه، لذا آثرت عدم الخوض فيها».