اتسع الخلاف الأميركي - الاسرائيلي ليشمل القدس اضافة الى مسألتي تجميد الاستيطان وأسلوب التعامل مع ايران، وذلك في ضوء تأكيد الادارة الأميركية أن مصير المدينة تقرره مفاوضات الحل النهائي، وليس خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخير الذي تعهد فيه أن القدس ستخضع دوماً للسيادة الاسرائيلية. وفي رد على الخطاب، أكدت وزارة الخارجية الأميركية مساء أول من أمس أن «القدس هي ضمن قضايا الحل النهائي» التي تشمل اللاجئين والحدود، مضيفة أن «اسرائيل والفلسطينيين اتفقوا على حلها من خلال المفاوضات»، وأن واشنطن ستدعم «هذه الجهود للتوصل الى اتفاقات على جميع القضايا النهائية». ويعتبر هذا الرد المبكر والصريح من ادارة الرئيس باراك أوباما تعبيرا عن النهج الأميركي المختلف الذي تسير به ادارته في عملية السلام، بلجوئها الى الضغط على اسرائيل واستعجالها عملية السلام وتأكيد أولوية المفاوضات وقضايا الحل النهائي، وليس فقط بناء المؤسسات الفلسطينية وضمان الأمن حسب جهود الادارة السابقة للرئيس جورج بوش. ومن المقرر ان يبدأ الرئيس محمود عباس لقاءاته في البيت الابيض بعد غد الخميس، بعد عشرة ايام على لقاء اوباما - نتانياهو. وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة لوكالة «فرانس برس»: «ما نريده ليس فقط الزام اسرائيل حل الدولتين، بل ايضا آلية تنفيذ هذا الحل، وإرغام اسرائيل على عدم اضاعة الوقت». واضاف: «سيستمع الرئيس (عباس) الى رؤية اميركا للحل (...)، الاجتماع هو من اجل الاستماع الى اوباما اولاً قبل تقويم اي موقف». وقال: «بعد زيارة نتانياهو لواشنطن، اسرائيل ترفض حل الدولتين، وترفض وقف الاستيطان، والسؤال المطروح على الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية هو كيف سيتم التعامل مع هذه المسألة». من جهته، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان نتانياهو «اتخذ موقفا بارزا في تحدي واشنطن» عبر صد دعوات اوباما الى اقامة دولة فلسطينية. وأكد ان «امام الرئيس اوباما خيارين: إما الزام اسرائيل القبول بحل الدولتين ويفتح بالتالي صفحة جديدة في المنطقة، او مواصلة التعامل مع اسرائيل على انها دولة فوق القوانين، ما قد يغلق ملف السلام ويصب في مصلحة المتطرفين في المنطقة». واعتبر ان العمل على مبادرة سلام جديدة غير مجد، مشيرا الى ان الخطط الموجودة، خصوصا «خريطة الطريق» تتبنى رؤية بوش للدولتين. وقال: «ما نطلبه من اوباما هو تحويل هذه الرؤية الى مسار سياسي واقعي». ويرافق عباس في زيارته الى واشنطن رئيس وزرائه سلام فياض الذي شكل في الاسبوع الماضي حكومة جديدة من دون مشاركة حركة «حماس». باراك الى واشنطن من جهة اخرى، يزور وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك واشنطن الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع نظيره روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تتناول خصوصا الملف النووي الايراني. واوضح مسؤول في مكتبه امس ان باراك سيلتقي ايضا مستشار الرئيس باراك اوباما للأمن القومي الجنرال جيمس جونز، والمبعوث الخاص الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. واعلن باراك الاثنين ان اسرائيل لم تتخل عن الخيار العسكري حيال طهران، وقال في تصريح لاذاعة الجيش «ان اسرائيل ترى انه ينبغي عدم استبعاد اي خيار». وسيبحث باراك ايضا مع محاوريه الاميركيين صفقات شراء اسلحة اميركية، ومنها طلب شراء 75 طائرة حربية من طراز «اف 35» تصل قيمتها الاجمالية الى 15.2 بليون دولار.