رافقها الألم مذ خرجت إلى الدنيا، وقتل المرض براءة الطفولة ومعه غابت فرحة والديها. لم تفارق مشارط الأطباء جسدها النحيل، وتلوثت رئتاها برائحة الأدوية والمعقمات، ولا تزال تئن. «ريما» طفلة تعيش عامها الثاني، ومنذ نحو سبعة أشهر وهي طريحة السرير الأبيض في قسم العناية الفائقة وتعتمد في تغذيتها على الأنابيب والجرعات الطبية، بعد أن غيبت الآلام والأمراض المتتابعة ملامح وجهها البريء وابتسامة الطفولة. ترقد ريما في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض عقب إحالتها من مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي في الطائف، وأكد التشخيص الطبي الصادر عن الأخير إصابتها بتمدد البطين الأيمن في القلب، إلى جانب ضيق حاد في الشريان الرئوي مزدوج على الجهتين. وبناء على التقرير أوصت الهيئة الطبية بإرسال المريضة لتلقي العلاج اللازم، وتم بالفعل إخضاعها لجراحتين، إلا أنهما باءتا بالفشل، بل إن ربما خرجت من غرفة العمليات وهي مصابة بشلل رباعي، بحسب والدها بدر الحارثي. ويقول الحارثي: «داهمت الأمراض جسد ابنتي بعد ولادتها مباشرة، وتحملت الطفلة المسكينة من الألم ما الله به عليم»، موضحاً أن الأطباء شخصوا حالة ابنته بعد ولادتها بأربعة أشهر، وأكدوا ضرورة نقلها إلى مدينة الرياض. ويضيف: «غمرتني الفرحة وشعرت بأن وضعها الصحي سيتغير، ولكن سرعان ما تلاشت وحدث ما لم يكن في الحسبان، إذ خلصت النتيجة إلى إعاقة دائمة استلزمت أن تلزم فراش المرض»، مؤكداً أنها خرجت من المستشفى وحالتها أشد سوءاً. ويتابع: «اضطررت إلى إعادتها للسرير الأبيض مرة أخرى وأمام صعوبة أوضاعي المالية التي تلتهمها متطلبات الحياة المعيشية وجدت نفسي أقف عاجزاً عن الرحلة العلاجية ولا سيما عقب تواصلي مع احد المستشفيات الخاصة الذي أكد إمكان علاج ابنتي في ألمانيا بكلفة مالية تصل إلى مليون ريال»، آملاً من المسؤولين في وزارة الصحة وفاعلي الخير مساعدته في علاج ابنته خارج البلاد، ولا سيما أن الوضع الصحي ل «ربما» لم تتحسن، بل تزداد سوءاً.