قتل عشرات العراقيين بتفجيرين، أحدهما نفذه انتحاري، استهدفا تجمعاً وسط دمشق لزوار عادوا من مزار شيعي في السيدة زينب جنوب العاصمة السورية، بالتزامن مع تعرض حي برزة شمال دمشق لصواريخ أرض - أرض أطلقتها القوات النظامية، في وقت لوحت فصائل معارضة بعدم المشاركة في اجتماع آستانة بعد يومين في حال لم يتم الالتزام بوقف النار. في الوقت ذاته، شن المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني هجوماً عنيفاً على «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل عدة بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع إلى 46 على الأقل عدد الأشخاص الذين قضوا نتيجة التفجيرين اللذين ضربا وسط دمشق»، لافتاً الى أن «أحد التفجيرين ناجم عن تفجير شخص لنفسه، وسط تجمع لزوّار شيعة عند مقبرة باب الصغير في منطقة الشاغور، في حين لا يزال الغموض يلف التفجير الثاني الذي استهدف المنطقة ذاتها، ولم يعلم حتى اللحظة ما إذا كان ناجماً عن انفجار عبوة ناسفة أم نتيجة تفجير شخص آخر نفسه في المنطقة». وقال مراسل «المنار» التابعة ل «حزب الله» في اتصال هاتفي مع القناة إن الانفجار الثاني وقع بعد نحو عشر دقائق من الأول وأوقع خسائر بشرية بين عمال الدفاع المدني الذين تجمعوا للتعامل مع الضحايا. وأضاف أن الزوار كانوا سيؤدون الصلاة في المقبرة بعد زيارة مزار السيدة زينب خارج دمشق مباشرة. ولم يعلن الى مساء أمس أي طرف المسؤولية عن الهجومين. وفي حزيران (يونيو) الماضي، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هجمات تفجيرية قرب مزار السيدة زينب. في الطرف الآخر من دمشق، قال «المرصد» إنه «سقطت 6 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في بساتين حي برزة بأطراف العاصمة الشرقية، وسط تجدد الاشتباكات في محور المنطقة، بين فصائل معارضة وقوات النظام». وأعلنت فصائل مسلحة أمس، أن عقد اجتماع آستانة المقرر يومي 14 و15 الشهر الجاري، سيعتمد على ما إذا كانت الحكومة وحلفاؤها ملتزمين بوقف لإطلاق النار أُعلن حديثاً من 7 آذار (مارس) إلى 20 من الشهر ذاته. وأضافت أن الحكومة والفصائل المتحالفة معها المدعومة من إيران تواصل قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق وحمص ودرعا وإدلب وتستعد لاقتحام منطقتين على أطراف دمشق. ولا يشمل وقف إطلاق النار تنظيم «داعش» أو الجماعة التي كانت تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة». ووجه المبعوث الأميركي الى سورية انتقادات حادة الى «جبهة النصرة». وقال في بيان: «المكون الأساسي لهيئة تحرير الشام هو جبهة النصرة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب. وهذا التصنيف ساري المفعول بغض النظر عن التسمية التي تعمل تحتها وأي مجموعات أخرى تندمج معها. وسنتعامل مع القاعدة في سورية بالطريقة نفسها التي نتعامل بها مع داعش».