بدأ الناخبون العراقيون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية الاولى منذ الانسحاب الاميركي نهاية 2011، وفق ما افاد مراسلون لوكالة "فرانس برس". وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها امام ملايين الناخبين عند نحو الساعة السابعة في التوقيت المحلي، على ان تستمر عملية التصويت حتى الساعة السادسة مساء. ويتوجه ملايين العراقيين الى صناديق الاقتراع في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الاميركي، اذ يسعى رئيس الوزراء نوري المالكي للعبور منها نحو ولاية ثالثة، في وقت تعصف بالبلاد اسوأ موجة اعمال عنف منذ سنوات. ورغم ان الناخبين يشكون من اعمال العنف هذه، ومن النقص في الخدمات والبطالة، الا ان انتخابات اليوم تبدو كأنها تدور حول المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة، رغم انه سبق ان اعلن في شباط (فبراير)2011 أنه سيكتفي بولايتين. ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحاً على اصوات اكثر من 20 مليون عراقي، آملاً بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعداً، والقت الاحداث الامنية في اليومين الاخيرين شكوكاً اضافية حيال قدرة قوات الامن على الحافظ على امن الناخبين، اذ شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية يوم الاقتراع الخاص بالقوات المسلحة الاثنين، وتفجيرات اضافية الثلثاء، قتل واصيب فيها العشرات. ورغم هذين اليومين الداميين، عبر العديد من العراقيين عن اصرارهم على التوجه الى صناديق الاقتراع، املا باحداث تغيير في واقعهم هذا. وقال ماهر عياض، الذي يعمل في مطعم وسط بغداد "الشعب العراقي شعب مضح وصبور. مررنا بحروب كثيرة لكن الناس لا تزال تعيش حياتها الاعتيادية ولديها الجرأة ولا يهمها الموت". واضاف "المشاركة في الانتخابات، رغم كل التهديدات، واجب لأننا نريد وجوها جديدة. ربما هناك من عمل لمصلحة البلاد في السنوات الأخيرة، لكن ذلك لم يكن بالمستوى الذي كان يطمح له الشعب العراقي". وقتل منذ بداية الشهر الحالي في اعمال العنف اليومية في العراق اكثر من 750 شخصاً، وفق حصيلة اعدتها وكالة "فرانس برس" استناداً الى مصادر أمنية وطبية وعسكرية، في وقت لا تزال تخضع مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) منذ بداية العام لسيطرة مسلحين متطرفين ولن تشارك في الانتخابات.