يبدو أن الأيام القليلة المقبلة التي تسبق انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، المقرر عقدها في ال16 من الشهر الجاري بعأديس أبابا، ستكون حافلة بالمفاجآت التي قد تقلب الأمور رأساً على عقب في أكبر الاتحادات القارية، الذي لم يشهد تغييراً في قيادته منذ انتخاب الرئيس الحالي عيسى حياتو قبل 29 عاماً. تلك المفاجآت لن تكون ذات صلة مباشرة بمدى شدة التنافس على مقعد الرئاسة بين المرشحين الحاليين، عيسى حياتو ومنافسه أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر، الذي قرر خوض التحدي الصعب، وإنما بسبب الإجراءات القانونية والقضائية التي تجري في مصر - دولة المقر- ضد حياتو، الذي خرق قوانينها، وتحديداً بعد تعاقده الأخير منح حقوق مسابقات الاتحاد الأفريقي كافة لشركة «لاغارديير» الفرنسية مدة 12 عاماً، إثر انتهاء عقد مدته ثمانية أعوام مع الشركة ذاتها، وقبلها تعاقد آخر استمر عقداً كاملاً أيضاً مع الشركة ذاتها، التي كانت تحمل اسم «سبورت 5»، المملوكة حينها لجان كلود دارمون، مخالفاً بذلك صراحة اتفاق المقر، التي تلزم الاتحاد الأفريقي بالقوانين المصرية، التي تمنع الممارسات الاحتكارية وتؤكد الإجراءات الشفافة في ما يتعلق بطرح المناقصات والمزايدات. علماً بأن التعاقد الأخير مع «لاغارديير»، والذي تبلغ قيمته بليون دولار، تم اعتماده على رغم وجود عرض أكبر من شركة منافسة أخرى هي «بريزينتيشن سبورت»، وقيمته بليون و200 مليون دولار. وفي آخر التطورات، التي تزيد الموقف سخونة، أصدرت النيابة العامة في مصر (الثلثاء) الماضي قراراً بإحالة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي إلى المحاكمة الجنائية في جلسة 2017-3-13 بمحكمة الجنح، بتهمة مخالفة قانون المنافسة وتكريس السيطرة الاحتكارية. ومن المؤكد أن حياتو لن يحضر جلسة المحاكمة المقبلة لوجوده في هذا التوقيت بأديس أبابا استعداداً لخوض انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي، التي تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من هذا التاريخ. وكان جهاز حماية المنافسة المصري - وهو جهاز حكومي- فتح تحقيقاً في تموز (يوليو) الماضي انتهى بإصدار قرار بإبطال عقد الكاف مع لاغارديير، لخرق «الكاف» اتفاق عدم مخالفة القوانين المصرية المستمدة من قواعد حماية المنافسة الدولية، وهو التزام مذكور نصاً في اتفاق المقر الموقع بين «الكاف» وجمهورية مصر العربية. وبناءً عليه تجاهل «الكاف» قرار البطلان، فقام جهاز حماية المنافسة المصري بإخطار منظمة الكوميسا، التي ينتمي إليها، وهي المجموعة الاقتصادية الأكبر في أفريقيا، بالمخالفات وأثرها الاقتصادي في كل الكيانات المعنية بالحقوق التجارية المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية والرياضية وصناعة كرة القدم بالقارة، كما قدم بلاغاً لنيابة الشؤون المالية والتجارية المصرية ضد حياتو والأمين العام للاتحاد الأفريقي هشام عمرانيفي مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، وفي منتصف يناير قامت النيابة باستدعاء الأمين العام للاتحاد ومدير التسويق لتحقيقات مطولة لم يحضرها حياتو، الذي كان موجوداً حينها في الغابون لحضور نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وبعد انتهاء النيابة من تحقيقاتها وجدت حياتو وإدارته مدانين بتهمة الممارسات الاحتكارية، فأحالتهم إلى المحاكمة بجلسة 13 آذار (مارس) الجاري. ومع نهاية الأسبوع الماضي أوفدت منظمة الكوميسا وفداً ضم عضوين من زامبيا وعضواً من كل من سوازيلاند وموريشيوس أجرى تحقيقاته بالقاهرة مع إدارة الكاف والجهات المعنية كافة.