نعت جماعة الحوثي، أمس، وفاة المرجع الزيدي اليمني بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، الأب الروحي للمتمردين في صعدة شمال اليمن. وجاء في بيان، وزع على الصحف ومواقع الإنترنت، «ننعي إلى أبناء الشعب اليمني وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية وفاة السيد العالم الكبير فقيه القرآن ربانيُّ آل محمد المجاهد المظلوم بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، والذي «كانت وفاته صباح الخميس عن عمرٍ ناهز 86 عاما». وافاد البيان إن الحوثي «عاش باذلاً حياته كلها لله»، وأنه «تميز في حياته وخلال أدائه العلمي والرسالي والتربوي بالتزام الطريقة القرآنية الناجحة في بناء النفوس فتخرج على يديه من يحمل روحية القرآن الجهادية وسطعت في الأفق نجومُ لامعة إثر تلك التربية وأمةُ قرآنية مستبصرة دفعها ذلك إلى القيام بالواجب الذي يمليه عليها القرآن والواقع المظلم في هذه المرحلة العصيبة». وأضاف: «وكان أكثر علماء عصره معاناةَ وصبراً وتلقى المتاعب، والاستهداف، والنفي، ومحاولات القتل المتعددة، والمنع من السفر حتى لتلقي العلاج ذلك أنه كان يعاني طويلا من مرض مزمن (الربو)». وتابع «كانت تصدر عنه المؤلفات المهمة إضافة إلى البيانات التي تدعو إلى تبني المواقف المطلوبة تجاه المؤامرات الأميركية والإسرائيلية وما يتطلبه الصراع بمختلف أنواعه». ويقود أولاد بدر الدين الحوثي حركة التمرد شمال اليمن، وبعد مقتل نجله حسين بدر الدين الذي قاد أولى جولات الحرب ضد الدولة في 2004، قام بدر الدين الحوثي بالثأر لمقتل نجله الأكبر، وقاد الجولة الثانية من الصراع أواخر آذار (مارس) 2005، امتدت لأسابيع، وشملت مناطق جديدة، وكانت أشبه بحرب عصابات. ومع انتهاء الحرب الثانية بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، تضاربت الأنباء في شأن مصير بدر الدين الحوثي، بين من يقول إنه قُتل ومن يشير إلى هروبه من صعدة، وظل مصيره مجهولاً حتى إعلان وفاته أمس. ووفقاً لأدبيات حركة الحوثي، ينتهي نسب بدر الدين بن أمير الدين الحوثي إلى الإمام الهادي يحيي بن الحسين بن القاسم الرسي، مؤسس المذهب الهادوي الزيدي، وأول من أسس دولة إمامية شيعية في شمال اليمن. ولد بدر الدين الحوثي في 17 جمادى الأولى 1345 هجرية في مدينة ضحيان إحدى مدن صعدة، ونشأ هناك في ظل أسرة علوية شيعية، وظل يقطن منطقة آل الصيفي في صعدة، وتنقل بين مناطق خولان عامر وصنعاء ورحل إلى بعض البلدان العربية، كما رحل إلى إيران، وله مؤلفات منها المطبوع والمخطوط.