كشف اللواء بسام عطية من وزارة الداخلية، عن وجه آخر لمحاربة الإرهاب في المملكة، يتمثل في «تفكيك مفاهيمه، بعد وضعه على طاولة النقاش» إلى جانب الجهد الأمني المباشر. وأكد أن إمكانات المملكة في محاربة الإرهاب «ضخمة». وقال: «لسنا ضد أي طرح إنساني، ولكن ترك أي فكر على عواهنه يشكل أمراً خطراً وصد أي فكر بشكل كامل ومحاربته نقطة أخطر». وأضاف عطية أمس (الخميس)، في ورشة عمل عن «خطورة الانحراف الفكري على الأمن الوطني» نظمتها وحدة التوعية الفكرية (فكر) في جامعة الأميرة نورة، أن «العنف لا يولد إلا العنف، ولكن نضعه على طاولة نقاش ونفكك مفاهيمه وما يناسبنا نتعاطى معه ونستبعد ما لا يناسبنا، والصد والمحاربة لا تنتج إلا محاربة وصد أكبر». واستعرض بحضور أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية في الجامعة، أبعاد الأمن الوطني وعلاقته بالإرهاب، عاداً الإرهاب في مجملة «حركات تغيير اجتماعي ينتج عنها تغيير سياسي (القفز على مراكز الحكم)، يقود إلى فوضى تهدف الى السيطرة على مقدرات الدولة الاقتصادية»، لافتاً إلى أن من هذه الأبعاد: السياسي وسياسته الداخلية والخارجية، والاقتصادي، والاجتماعي، والعقدي، والأيديولوجي، والجيوسياسي، والبيئي، والمعرفي، والعسكري. وتطرق إلى أهمية هذه الأبعاد التي تقوم عليها أي دولة بمختلف توجهاتها وأسلوب حكمها لشعوبها، فيما تختلف من دولة إلى أخرى قد تزيد أو تنقص، مشيراً إلى أنه من يريد التأثير على أي دولة سيدخل عليها من هذه الأبعاد. ونوه إلى كيفية التحرك من خلال هذه الأبعاد بقوله: «لن يأتيك عدوك بسلاح، إنما الحروب والصدامات نتاج نهائي لمحاولة اختراق هذه الأبعاد التي يتحرك الإرهاب من خلالها». وأوضح اللواء عطيّة الفرق بين الجريمة الجنائية والإرهابية، بأن «الأولى تتعلق بالغرائز فهي محدودة الأفكار، ولكن عندما تكون القضية فكرية فإن الأفكار لا حدود لها ولا تنتهي فتكون أكثر تعقيداً وصعوبة، وخصوصاً أن هذه القضايا الفكرية، تقوم على الأيدولوجيات التي تشوه الحقائق أو تطمسها وتغيرها وتصنع لها مبررات ذات احتراف عال يصل بأتباعها إلى درجة الإيمان العميق بها». وذكر عطية أربعة مرتكزات يرتكز عليها الإرهاب أولها: نموه، ومراحل البناء الفكري الأيديولوجي، وبعدها يأتي البناء التنظيمي، وآخرها الموارد المالية والبشرية، وفيها يبدأ التجنيد والاقتحام في الجوانب الإعلامية الداخلية والخارجية وجلب الأموال. وتحدث عن الفرق بين المجرم من منطلقات غريزية مثل السرقة والقتل التي «يعي مرتكبها أنه مجرم، وإن حاول التبرير، بينما الإرهابي يظن في قرارة نفسه أنه ليس مجرم، وإنما صاحب قضية ومشروع وصاحب عقيدة يتقرب بها إلى الله وهي القضية الأخطر». ورحب اللواء عطية بتفعيل التعاون بين جامعة الأميرة نورة ووزارة الداخلية، وأكد أنه «أمر حيوي ومطلوب من خلال أطراف تعليمية لدى الوزارة مثل جامعة نايف للعلوم الأمنية وكلية نايف للأمن الوطني، ومد جسور التواصل مع المؤسسات التعليمية».