أكد وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينّيتي أن بلاده تعمل على عقد قمة في روما تشارك فيها الدول الأوروبية، وفي مقدمها إيطالياوألمانياوفرنسا، إلى جانب دول شمال أفريقيا، وذلك سعياً إلى تنظيم الهجرة غير الشرعية عبر إنشاء مراكز لدرس حالات طالبي اللجوء. وأضاف في حوار مع جريدة «كورّييري ديلا سيرا» الإيطالية: «نحن بصدد التوصّل إلى اتفاقات ثنائية مع بلدان أفريقية عدة لوقف تدفّق المهاجرين عبر النيجر، وهناك عمل مشترك مع إثيوبيا، إلاّ أنه ينبغي توسيع إطار ذلك ليشمل عدداً آخر من البلدان وينبغي أن تكون المبادرة أوروبية، وألاّ تقتصر على كونها مجرّد مبادرة إيطالية». وقال مينيتّي بأن «تنظيم داعش مهدد بفقدان مواقعه في الموصل والرقّة، ولا يُستبعد أن ينتشر مسلحوه في أماكن أخرى، كأن يتسلّل بعضهم ضمن موجات المهاجرين القادمين من شمال أفريقيا». وأكد وزير الداخلية الإيطالي أن «ما يشغل ذهني حالياً هو الحفاظ على لحمة الاتحاد الأوروبي واستقرار ديموقراطيّاتنا، بالضبط كما نشأت وتطوّرت بعد الحرب العالمية الثانية وتواصلت وحتى اليوم». وأضاف: «يمثّل ملف المهاجرين واللاجئين منعطفاً حقيقياً، وهم يُشكّلون اليوم مشكلة ذات أهمية حيوية، والتحديَ الكبير الأول منذ ميلاد الاتحاد الأوروبي، وإذا ما عجزنا عن حل هذه المشكلة فإننا سنفقد القسم الأعظم مما تحقق لنا على الصعد السياسية والاجتماعية والديموقراطية والاقتصادية، وسيكون ذلك بمثابة الانهيار الحقيقي، وبداية مرحلة مظلمة مجبولة بالعنصرية، والقومانية وبالأنانيات الضحلة والمعاداة العمياء للغريب». وكشف مينّيتّي بأنّ عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية في العام الماضي «بلغ 181283 شخصاً، وعلى رغم عدم تواجد حتى ليبي واحد بينهم، وصل الجميع من سواحل ليبيا، وبلغ عدد الواصلين في الأشهر الأولى من هذا العام 15760 شخصاً وقال مينّيتّي: «لا أُريد جدراناً وأسواراً، وليس بالإمكان القبول بالتعامل القاسي مع القاصرين والأحداث غير المرافَقين، لكن ليس من المنطقي والممكن قبول كل الذين يصلون إلى سواحلنا بشكل غير قانوني، وما نحتاج إليه هو إقرار أسس الاستقبال، وتثبيت المبدأ الأساسي والجوهري للسيادة المتمثّل بحماية الحدود». وأشار إلى أن «الفوضى التي ميّزت حالات وصول المهاجرين وغياب التنسيق مع بروكسيل (عاصمة الاتحاد الأوروبي) أفضيا إلى ما شهدناه بتبلور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الوضع ذاته الذي ساهم في زيادة القدرات الدعائية لمارين لوبن في فرنسا، ويحمل الماء إلى ناعور النازيين الجدد في ألمانيا، ويتسبّب في ضجة الشعبويين في إيطاليا». واعتبر وزير الداخلية الإيطالي أن «التناقض في أوروبا اليوم يكمن في التأرجح ما بين احتمال بقائها مكتوفة الذراعين إزاء ما يحدث، أو هيمنة المنطق الديماغوجي الداعي إلى تشريع أبواب الحدود الأوروبية أمام الجميع، ما سيُفضي إلى انفجار داخلي».