عثرت السلطات الأمنية في بابل على مقبرة جماعية ضحاياها من الزوار الشيعة. وأكدت وزارة الصحة عدم تلقيها إشعاراً رسمياً حتى الآن حول الموضوع. وأعلنت قيادة العمليات في بابل أنَّ «اللواء رياض عبدالأمير أشرف على عملية كشف الأدلة الميدانية لاعترافات عدد من المتطرفين بوجود مقبرة جماعية تعود إلى عشرات الزوار الشيعة شمال المحافظة». وأوضحت أن «الزوار قتلوا أثناء توجُّههم إلى محافظة كربلاء، ودفنوا في مقابر جماعية في منطقة الفاضلية التابعة لناحية جرف الصخر». وأشارت إلى أنَّ «الجثث تعود إلى نساء وأطفال ورجال». وأفادت قيادة الشرطة بأن «قوة مشتركة عثرت على مقبرة جماعية تحتوي على أشلاء بشرية في منطقة الفاضلية»، ولفتت إلى أن «الأشلاء تعود إلى ضحايا مغدورين من داعش، إبان الفترة التي كانت فيها المنطقة تخضع لسيطرة التنظيم». وأضافت أن «الكشف على مسرح الجريمة تمّ إثر اعترافات أدلى بها أحد المتهمين المعتقلين بتهمة الإرهاب تفيد بوجود مقبرة تضم 19 جثة». وطوقت قوات الأمن المنطقة وأغلقت كل المنافذ المؤدية إليها، كما باشرت الجهات المختصة بانتشال جثث الضحايا والتأكد من عدم وجود مقابر أخرى في المنطقة. واستعادت القوات الأمنية السيطرة على ناحية جرف النصر ومنطقة الرويعية، شمال بابل، في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2014. وطالبت لجنة «حقوق الإنسان» في المحافظة بالبحث عن مقابر أخرى لضحايا أعدمهم تنظيم «القاعدة» إبان سيطرته. وأفاد رئيس اللجنة علي الكرعاوي بأن «عدداً من عائلات الضحايا المغيبين ما زالوا في انتظار كشف مصير أبنائهم المخطوفين ويرجح أن يكون تنظيم القاعدة قد أعدمهم». وطالب «بالبحث لكشف مقابر جماعية يتوقع أن تنظيم داعش أقامها قرب معاقله». وأكد الطبيب زيد علي، المدير العام لدائرة الطب العدلي ل «الحياة» أن «لا علم لوزارة الصحة بوجود مقبرة جماعية، ونحن في انتظار تقرير الجهة المعنية في بابل لإرسال فرق مختصة لنقل رفات الضحايا»، مشيراً إلى أن «الوزارة تمتلك خبرات هي الأفضل في الشرق الأوسط بالتعامل مع المقابر بسبب استخراج آلاف الجثث والتاكد من هويتها». وحذر من أن «استخراج رفات الضحايا من جهات غير مختصة أو من فرق عسكرية، يؤدي إلى تعقيدات تحول دون معرفة هوية الضحايا».