اتهم «الحرس الثوري» الولاياتالمتحدة بالكذب في شأن اقتراب فرقاطة إيرانية من سفينة حربية أميركية في مضيق هرمز الأسبوع الماضي، متحدثاً عن تصرّف «غير مهني» لواشنطن هدفه تصعيد التوتر في مياه الخليج. وكانت وزارة الدفاع الأميركية انتقدت سلوكاً «غير مهني وغير آمن» لبحرية «الحرس»، بعد حادثين منفصلين في مضيق هرمز. وأشارت إلى أن فرقاطة إيرانية اقتربت الخميس الماضي نحو 150 متراً من سفينة الرصد والتتبّع الأميركية «يو أس أن أس انفينسبل»، مضيفة أن زوارق هجومية إيرانية كانت اقتربت السبت الماضي من السفينة ذاتها، وباتت على بعد 350 متراً منها. وقال ناطق باسم الوزارة إن السفينة الأميركية اضطُرت، مع ثلاث سفن من البحرية الملكية البريطانية كانت مرافقة لها، إلى تغيير مسارها، لتجنّب اصطدامها بالزوارق الإيرانية. واعتبر أن ما حصل «مقلق إذ كان ممكناً أن يؤدي إلى خطوة غير محسوبة أو استفزاز غير مقصود لا نرغب به». وعلّق الأميرال مهدي هاشمي، قائد لواء «ذو الفقار» التابع لبحرية «الحرس»، مشيراً الى ان «سفينة تابعة للبحرية الأميركية كانت تعبر مضيق هرمز، غيّرت مسارها الدولي وتصرّفت في شكل غير مهني وأطلقت تحذيرات واقتربت من سفننا إلى مسافة 550 متراً». وأضاف أن «التحركات التي نفّذتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا في الأيام الأخيرة تدل على أن لديهما أهدافاً مشؤومة وغير شرعية واستفزازية»، معتبراً أن «حضور السفن الحربية الأميركية والبريطانية في الخليج ومضيق هرمز، المؤجّج لخوف وهلع، يعرّض امن هذه المنطقة الاستراتيجية لأخطار». وتابع أن البلدين «ليس فقط لا يريدان الاستقرار والأمن في الخليج ومضيق هرمز، بل يسعيان أيضاً إلى تأجيج التوتر والأزمات في المنطقة»، محذراً من «عواقب خطرة لا يمكن معالجتها للممارسات غير المهنية للأميركيين». وندّد هاشمي ب «أكاذيب المسؤولين الأميركيين وعكسهم صورة عن الحدث مغايرة للواقع»، معتبراً انهم «يهربون إلى أمام». ورأى أن «الطريق الوحيد لاستتباب الأمن في المنطقة لن يحصل سوى عبر انسحاب السفن الحربية للدول من خارجها، لا سيّما أميركا وبريطانيا». وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهدت، خلال اجتماع ربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، «التعامل مع الأسئلة المتعلقة بتفسير الاتفاق النووي» المُبرم بين طهران والدول الست و «تطبيقه بصرامة كبرى». وأضاف البيان الأميركي، في صياغة مطابقة لبيان تُلي أثناء اجتماع سابق للمجلس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي: «على إيران أن تفي في شكل صارم وكامل، كل التزاماتها والتدابير التقنية خلال مدتها». إلى ذلك، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني «أعداء» بلاده، قائلاً: «إذا فكر هؤلاء الجهلة في غزو إيران، فعليهم أن يعلموا أن قواتنا المسلحة أقوى بكثير مما كانت عام 1980، عندما شنّ العراق هجوماً» شكّل بداية الحرب العراقية – الإيرانية (1980-1988). وأكد روحاني أن «ما صُنِع وخُزِن من أسلحة استراتيجية» خلال عهده، «يعادل ما أُنتِج طيلة السنين العشر الماضية». واستدرك: «إنها حرب إرادات، لا اشتباك بأسلحة مختلفة، وما ينصرنا في المواجهة مع أميركا والكيان الصهيوني ليس السلاح وحده، بل هناك أمر اهم، وهو إيمان الشعب واتحاده وصبره وصموده». وكان روحاني قال أمام نقابة المحامين الإيرانيين: «نريد أن نجعل الناس أكثر إدراكاً لحقوقهم. عندما يسأل محقّق عن الحياة الخاصة للناس، عليهم أن يقفوا بقوة ويقولوا هذه منطقة خاصة وليس من حقك أن تسألني عن حياتي الشخصية. علينا ألا نتدخل في الأمور الشخصية للناس، ويجب ألا نفتشهم».